وبه قال الواحدي، وابن كثير(١).
... وروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وقتادة: أن المراد بالإعصار: الريح التي فيها سموم حار شديد(٢).
... وروي عن الحسن، والضحاك: أن المراد بالإعصار: الريح التي فيها برد شديد(٣).
... وذهب كثير من المفسرين إلى أن المراد بالإعصار: الرياح التي تهب من الأرض وتثير الغبار فترتفع كالعمود إلى نحو السماء وهي التي تسميها الناس (الزوبعة).
وممن قال بهذا: أبو عُبيدة، والبخاري، والزجاج(٤)، والعكبري(٥)، والنسفي، والألوسي(٦).
النتيجة:
... الذي يظهر - والله أعلم - صحة الأقوال الواردة في بيان معنى الإعصار، فالإعصار له أحوال متعددة يمكن أن يوصف كل حال بما ورد في تفسيره.

(١) انظر: الوجيز للواحدي: ص ١٨٩، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير: ١/٦٩٦.
(٢) انظر: تفسير الصنعاني: ١/١٠٨، وجامع البيان للطبري: ٣/٧٩، والدر المنثور للسيوطي: ٣/٢٥٢.
(٣) انظر: جامع البيان للطبري: ٣/٧٩.
(٤) هو: إبراهيم بن السري بن سهل الزجاج، أبو إسحاق، النحوي، اللغوي، المفسّر، أقدم أصحاب المبرد وأكثرهم ملازمة له، توفي سنة (٣١١هـ).
... انظر ترجمته: إنباه الرواة للقفطي: ١/١٩٤. وطبقات المفسرين للداودي: ص ٩.
(٥) هو: عبدالله بن الحسين بن عبدالله العكبري، أبو البقاء، النحوي، الحنبلي، المقرئ، الفقيه، المفسر، الفرضي، اللغوي، كان ديّناً ثقة، توفي سنة (٦١٦هـ).
... انظر ترجمته: البداية والنهاية لابن كثير: ١٣/٨٥. وشذرات الذهب لابن العماد: ٥/٦٧.
(٦) انظر: مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/٨٢، والبخاري في التفسير، باب (فإن خفتم فرجالاً أو ركباناً)، والزجاج في معاني القرآن وإعرابه: ١/٣٤٩، والعكبري في التبيان في إعراب القرآن: ١/١٣٨، والنسفي في مدارك التنزيل: ١/١٣٠، والألوسي في روح المعاني: ٣/٣٧.


الصفحة التالية
Icon