قوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: ٧].
[هل الراسخون في العلم يعلمون التأويل؟]
" قول أبي عبيد:
... قال القرطبي - رحمه الله -:
... قوله تعالى: ﴿ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ﴾ هل هو ابتداء كلام مقطوع مما قبله، أو هو معطوف على ما قبله فتكون الواو للجمع. فالذي عليه الأكثرون أنه مقطوع مما قبله، وأن الكلام تمَّ عند قوله: ﴿ إِلَّا اللَّهُ ﴾ هذا قول ابن عمر، وابن عباس، وعائشة، وعروة بن الزبير(١)، وعمر بن عبدالعزيز(٢) وغيرهم، وهو مذهب الكسائي، والأخفش، والفرَّاء، وأبي عبيد وغيرهم(٣).
" مجمل الأقوال الواردة في المسألة:

(١) هو: عروة بن الزبير بن العوام القرشي، أبو عبدالله، الفقيه، عالم المدينة، حدث عن أبيه بشيء يسير لصغره، وعن أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق، وعن خالته أم المؤمنين عائشة، ولازمها وتقفه بها. توفي سنة (٩٣هـ).
... انظر ترجمته: السير للذهبي: ٤/٤٢١.
(٢) هو: عمر بن عبدالعزيز بن مروان بن الحكم القرشي، أبو حفص، أمير المؤمنين، الإمام الحافظ، المجتهد، الزاهد، خامس الخلفاء الراشدين، توفي سنة (١٠١هـ).
... انظر ترجمته: السير للذهبي: ٥/١١٤. وأخبار أبي حفص عمر بن عبدالعزيز وسيرته للآجري.
(٣) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: ٤/١٩، وانظر قوله أيضاً في: زاد المسير لابن الجوزي: ص ١٧٩، والفتاوى لابن تيمية: ١٧/٤٠٦، والبحر المحيط لأبي حيان: ٢/٤٠٠.


الصفحة التالية
Icon