... كما أن سياق الآيات يشهد لهذا القول؛ وذلك في قوله تعالى: ﴿ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴾ [آل عمران: ٤٥] (١).
*... *... *
قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ [آل عمران: ٦١].
[المراد بالابتهال في قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ نَبْتَهِلْ ﴾ ]
" قول أبي عبيد:
... قال أبو عُبيد - رحمه الله -:
... باهلته: من الابتهال وهو الدعاء، قال الله عز وجل: ﴿ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾، وقال لبيد:

في قُرُوم سَادَةٍ من قَوْمِهم نَظَر الدَّهْرُ إليْهم فابْتَهَلْ(٢)
... يقول: دعا عليهم بالموت، ومنه قيل: بهلة الله عليه - أي لعنة الله عليه، قال: وهما لغتان: بَهْلَةُ الله عليه، وبُهْلَةُ الله عليه(٣).
... وقال الشوكاني - رحمه الله - :
... قال أبو عُبيد والكسائي: ﴿ نَبْتَهِلْ ﴾ : نلتعن(٤).
" مجمل الأقوال الواردة في المسألة:
... ١ - أن معنى ﴿ نَبْتَهِلْ ﴾ أي: نلتعن.
... ٢ - أن المعنى: ندعوا بهلاك الكاذب.
" الدراسة:
(١) وقد نسب البخاري إلى أبي عبيد أن المراد بالكلمة عيسى، وسمي بذلك لأنه كان بقول الله عز وجل (كن)، وذلك عند تفسير الآية (١٧١) من سورة النساء، انظر: صحيح البخاري، كتاب الأنبياء، باب قوله: ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ ﴾.
(٢) انظر: ديوان لبيد: ص ١٩٧.
(٣) غريب الحديث لأبي عبيد: ٢/٣٠٠.
(٤) فتح القدير للشوكاني: ١/٥٧٣.


الصفحة التالية
Icon