... وهذا القول هو المروي عن: ابن عباس - رضي الله عنهما -، وقتادة، وعكرمة، والربيع، والضحاك، وابن زيد(١).
... وبه قال أكثر المفسرين(٢)؛ كأبي عبيدة مَعْمَر بن المثنَّى، والطبري، والزجاج، والزمخشري، وأبي حيان(٣).
... ونسب بعض المفسرين قولاً آخر لابن عباس - رضي الله عنهما - في المراد بالصر وهو: أن الصر: النار، أو صوت لهب النار(٤).
النتيجة:
... الذي يظهر - والله أعلم - رجحان القول الأول، وهو أن المراد بالصرِّ البرد الشديد، ويشهد لهذا ما يلي:
- أن هذا القول هو قول العديد من السلف وأكثر المفسرين.
- أن هذا القول هو المعروف في لغة العرب في معنى الصرّ، والقول المعروف في لغة العرب مقدم على غيره(٥).
فقد جاء في مسائل ابن عباس مع نافع بن الأزرق أن نافعاً سأله عن قوله: ﴿ فِيهَا صِرٌّ ﴾ قال: برد، قال: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول نابغة بني ذبيان:
لا يَبْرَمونَ إذا ما الأرضُ جلَّلها...... صِرُّ الشتاء من الإمحال كالأَدَمِ(٦)
*... *... *
قوله تعالى: ﴿ لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا tûüخ٦ح !%s{ ﴾ [آل عمران: ١٢٧].
[المراد بالكبت في قوله تعالى: ﴿ أَوْ يَكْبِتَهُمْ ﴾ ]
" قول أبي عبيد:
(٢) نسبه لأكثر المفسرين: البغوي في معالم التنزيل: ٢/٩٤، وابن الجوزي في زاد المسير: ص ٢١٨.
(٣) انظر: مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/١٠٢، وجامع البيان للطبري: ٣/٤٠٥، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج: ١/٤٦٤، والكشاف للزمخشري: ١/٦١٢، والبحر المحيط لأبي حيان: ٤/٣٥.
(٤) ممن نسب له هذا القول: ابن الجوزي في زاد المسير: ص ٢١٨، وابن كثير في تفسير القرآن العظيم: ٢/١٠٦.
(٥) انظر: قواعد الترجيح لحسين الحربي: ٢/٣٦٩.
(٦) انظر: الدر المنثور للسيوطي: ٣/٧٣٦. وانظر: ديوان النابغة الذبياني: ص ٨١.