قوله تعالى: ﴿ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ [آل عمران: ١٤٠].
[معنى (القرح) على القراءتين]
" قول أبي عبيد:
... قال ابن الجوزي - رحمه الله -:
... واختلفوا هل معنى القراءتين واحد أم لا؟
... فقال أبو عُبيد: القَرح بالفتح: الجراح والقتل، والقُرح بالضم: ألم الجراح.
... وقال الزجاج: هما في اللغة بمعنى واحد، ومعناه: الجراح وألمها(١).
" مجمل الأقوال الواردة في المسألة:
... ١ - أن القرح بالفتح الجراح، وبالضم ألم الجراح.
... ٢ - أن القرح بالفتح والضم لغتان بمعنى واحد، وهو الجراح وألمها.
" الدراسة:
... ثبت في قوله تعالى: ﴿ قَرْحٌ ﴾ قراءتان متواترتان؛ فقد قرأ شعبة وحمزة والكسائي وخلف بضم القاف، وقرأ الباقون بفتحه(٢).
... وقد ذهب أبو عُبيد القاسم بن سلاَّم أن معنى (القرح) على قراءة الفتح: الجراح، وعلى قراءة الضم: ألم الجراح.
... وأكثر المفسرين على التفريق بين القراءتين في المعنى(٣)، ومن أبرز ن قال بهذا: الفرَّاء، والطبري(٤).
... وذهب بعض المفسرين إلى أن الفتح والضم لغتان بمعنى واحد، وممن قال بهذا: الزجاج، والبغوي، والشوكاني(٥).

(١) زاد المسير لابن الجوزي: ص ٢٢٦.
(٢) انظر: كتاب السبعة لابن مجاهد: ص ٢١٦، دار المعارف، والتبصرة لمكي: ص ٤٦٤، الدار السلفية، والنشر لابن الجزري: ٢/٢٤٢، مكتبة الرياض الحديثة، وإتحاف فضلاء البشر للبناء: ١٧٩، دار الندوة.
(٣) نسبه للأكثرين: الماوردي في النكت والعيون: ١/٤٢٦.
(٤) انظر: معاني القرآن للفراء: ١/٢٣٤، وجامع البيان للطبري: ٣/٤٤٧.
(٥) انظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج: ١/٤٧٠، ومعالم التنزيل للبغوي: ٢/١١٠، وفتح القدير للشوكاني: ١/٦٢٧.


الصفحة التالية
Icon