... يقول الزجاج: (وهما عند أهل اللغة بمعنى واحد) (١).
النتيجة:
... الذي يظهر - والله أعلم - أن قراءة الفتح تعني: الجراح والقتل، وقراءة الضم تعني ألم الجراح.
... ويشهد لهذا تفريق كثير من أئمة التفسير والقراءات واللغة بين معنى قراءة الفتح والضم.
... يقول الطبري: (وأولى القراءتين بالصواب قراءة من قرأ ﴿ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ﴾ بفتح القاف في الحرفين؛ لإجماع أهل التأويل على أن معناه: القتل والجراح، فذلك يدل على أن القراءة هي الفتح.
... وكان بعض أهل العربية يزعمُ أن (القَرح) و(القُرح) لغتان بمعنى واحد، والمعروف عند أهل العلم بكلام العرب ما قلنا) (٢).
*... *... *
قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: ١٥٢].
[المراد بالحس في قوله تعالى: ﴿ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ ﴾ ]
" قول أبي عبيد:
... قال أبو عُبيد القاسم بن سلاَّم - رحمه الله -:
... حَسَسْت الدابة أحسّها: إنما هو نفضك عنها التراب، والحَسُّ في غير هذا القتل؛ قال الله تبارك وتعالى: ﴿ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ ﴾ (٣).
... وقال القرطبي - رحمه الله -:
(٢) جامع البيان للطبري: ٣/٤٤٧، وانظر أيضاً: حجة القراءات لابن زنجلة: ص ١٧٤، مؤسسة الرسالة، والقاموس المحيط للفيروزآبادي: ص٣٠١، مادة (قَرَحَ).
... وانظر: الكشف عن وجوه القراءات السبع لمكي بن أبي طالب: ١/٣٥٦.
(٣) غريب الحديث لأبي عبيد: ٢/٣٩٢.