... ذهب أبو عُبيد القاسم بن سلاَّم إلى أن المراد بالحوب في قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا ﴾ الإثم.
... وهذا التفسير هو المروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، ومجاهد، وقتادة، والحسن(١)، وبه قال عامة أهل التفسير؛ فبه قال: الفرَّاء، وأبو عُبيدة مَعْمَر بن المثنَّى، والطبري، والزجاج، والثعلبي، والماوردي، وابن الجوزي، والبغوي، وأبو حيان، وابن عاشور(٢).
... وذكر النسفي، والبيضاوي أن المراد بالحوب: الذنب(٣).
النتيجة:
... الظاهر - والله أعلم - رجحان القول الأول القائل بأن المراد بالحوب الإثم، فبه قال أكثر المفسرين، وهو من المعاني المشهورة للحوب في معاجم اللغة(٤).
... أما المعنى الآخر للحوب وهو الذنب فهو داخل في المعنى الأول؛ لأن اقتراف الذنب وهو أكل مال اليتيم يستلزم حصول الإثم للمذنب ما لم يتب من ذنبه.
*... *... *
(٢) انظر: معاني القرآن للفراء: ١/٢٥٣، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/١١٣، وجامع البيان للطبري: ٣/٥٧٢، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج: ٢/٨، والكشف والبيان للثعلبي: ٣/٢٤٣، والنكت والعيون للماوردي: ١/٤٤٨، وزاد المسير لابن الجوزي: ص ٢٥٤، ومعالم التنزيل للبغوي: ٢/١٦٠، والبحر المحيط لأبي حيان: ٣/١٥٩، والتحرير والتنوير لابن عاشور: ٤/٢٢١.
(٣) انظر: مدارك التنزيل للنسفي: ١/٢٠٢، وأنوار التنزيل للبيضاوي: ٢/١٤١.
(٤) انظر: لسان العرب لابن منظور: ١/٣٣٩ (حوب)، والقاموس المحيط للفيروزآبادي: ص ٩٩، (حوب).
... وانظر: غريب القرآن للسجستاني: ص ١٩٩.