... وبهذا المعنى قال: الطبري، والزمخشري، وابن الجوزي، وابن كثير، والشوكاني(١).
النتيجة:
... الذي يظهر - والله أعلم - أنَّ القول الذي ذكره أبو عُبيد وغيره من المفسرين في معنى الآية صحيح، وهو المعنى المعروف للتقفية في كلام العرب(٢).
... يقول الألوسي - رحمه الله - :(التَّقْفِيَة: الإتباع، يقال: قفا فلان إثر فلان إذا تبعه، وقفيته بفلان إذا أتبعته إياه، والتقدير هنا: أتبعناهم على آثارهم بعيسى بن مريم) (٣).
*... *... *
قوله تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾ [المائدة: ٤٨].
[معنى قوله تعالى: ﴿ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ﴾ ]
" قول أبي عبيد:
... قال أبو جعفر النحاس - رحمه الله -:
... وقال أبو عُبيد: يقال: هيمن على الشيء يهيمن إذا كان له حافظاً(٤).
" مجمل الأقوال الواردة في المسألة:
... ١ - أن معنى ﴿ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ﴾ أي: شهيداً عليه.
... ٢ - أن المعنى: أميناً عليه.

(١) انظر: جامع البيان للطبري: ٤/٦٠٤، والكشاف للزمخشري: ٢/٢٤٥، وزاد المسير لابن الجوزي: ص ٣٨٧، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير: ٣/١٢٦، وفتح القدير للشوكاني: ٢/٦٧.
(٢) انظر: لسان العرب لابن منظور: ١٥/١٩٤ (قفى)، والقاموس المحيط للفيروزآبادي: ص ١٧٠٩ (قفا).
(٣) روح المعاني للألوسي: ٦/١٥٠.
(٤) معاني القرآن للنحاس: ٢/٣١٨، وانظر أيضاً: فتح القدير للشوكاني: ٢/٦٨.


الصفحة التالية
Icon