أقوال أبي عبيد القاسم بن سلام في التفسير

... وهذا القول مروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، ومجاهد، وسعيد بن المسيب(١)، وابن زيد(٢).
... قال أصحاب هذا القول: إن الآية نزلت ولا مؤمن إلا بالمدينة، وكانوا يسافرون بالتجارة صحبة أهل الكتاب وعبدة الأوثان وأنواع الكفرة(٣).
... وروي عن عكرمة، والحسن، والزهري، أن الضمير في ﴿ مِنْكُمْ ﴾ أي من عشيرتكم وقبيلتكم، وفي ﴿ غَيْرِكُمْ ﴾ أي من غير عشيرتكم وقبيلتكم(٤).
النتيجة:
... الراجح - والله أعلم - هو القول الأول والذي مال إليه أبو عُبيد القاسم بن سلاَّم وهو أن الضمير في ﴿ مِنْكُمْ ﴾ للمسلمين، وفي ﴿ غَيْرِكُمْ ﴾ للكفار.
ويشهد لهذا ما يلي:
- أن هذا القول هو قول الجمهور، وقول الجمهور مقدم على غيره(٥).
- أن هذا القول أنسب لسياق الآية؛ يقول القرطبي: (وهو الأشبه لسياق الآية) (٦).
ويقول الشوكاني: (وهو الأنسب لسياق الآية) (٧).
فإدخال الكلام في معاني ما قبله وما بعده أولى من الخروج(٨).
*... *... *
قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴾ [المائدة: ١٠٩].