وممن قال بهذا المعنى من المفسرين: الطبري، والثعلبي، والزمخشري، وابن الجوزي، والقرطبي، وابن كثير، والبيضاوي، والثعالبي، والألوسي، وابن عاشور(١).
يقول الطبري: (أي: ليأوي إليها لقضاء حاجته ولذته) (٢).
ويقول ابن الجوزي: (ليأنس بها ويأوي إليها) (٣).
ويقول ابن كثير: (أي: ليألفها ويسكن بها، كما قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: ٢١]) (٤).
النتيجة:
الذي يظهر - والله أعلم - صحة الأقوال الواردة في بيان معنى (السَّكَن) في قوله تعالى: ﴿ لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ﴾، وما جاء من اختلاف في عبارات المفسرين عند تفسيرهم للآية إنما هو من باب اختلاف التنوع، وما ذكروه في تفسير الآية يعود إلى المعنى الذي ذكره أبو عُبيد القاسم بن سلاَّم ومن وافقه، وهو أن المراد بالسَّكن في الآية: الأُنس والمودة.
*... *... *
قوله تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: ١].
[المراد بالأنفال في قوله تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ ﴾ ]
" قول أبي عبيد:
قال ابن كثير- رحمه الله - :

(١) انظر: جامع البيان للطبري: ٦/١٤٢، والكشف والبيان للثعلبي: ٤/٣١٤، والكشاف للزمخشري: ٢/٥٤٠، وزاد المسير لابن الجوزي: ص ٥٣٣، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي: ٧/٢٩٥، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير: ٣/٥٢٥، وأنوار التنزيل للبيضاوي: ٣/٨٢، والجواهر الحسان للثعلبي: ٢/٧٢، وروح المعاني للألوسي: ٩/١٣٨، والتحرير والتنوير لابن عاشور: ٩/٢١١.
(٢) جامع البيان للطبري: ٦/١٤٢.
(٣) زاد المسير لابن الجوزي: ص ٥٣٣.
(٤) تفسير القرآن العظيم لابن كثير: ٣/٥٢٥.


الصفحة التالية
Icon