وقال الإمام أبو عُبيد القاسم بن سلاَّم - رحمه الله - في كتاب (الأموال الشرعية وبيان جهاتها ومصاريفها): أما الأنفال: فهي المغانم، وكل نيل ناله المسلمون من أموال أهل الحرب - إلى أن قال - والأنفال: أصلها جمع الغنائم(١).
" مجمل الأقوال الواردة في المسألة:
١ - أن المراد بالأنفال: الغنائم.
٢ - أنها السرايا التي تتقدم الجيش.
٣ - أن الأنفال ما شذ من المشركين إلى المسلمين بغير قتال.
٤ - أن المراد بالأنفال: الخُمس من الفيء والغنائم.
٥ - أنها زيادات يزيدها الإمام لبعض الجيش لما قد يراه فيه من الصلاح.
" الدراسة:
بين أبو عُبيد القاسم بن سلاَّم أن المراد بالأنفال: الغنائم، وكل نَيْل ناله المسلمون من أموال أهل الحرب.
وبهذا القول قال أكثر المفسرين(٢).
وهو المروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ومجاهد، وعكرمة، والضحاك، وقتادة، وابن زيد(٣).
وبه قال أبو عُبيدة مَعْمَر بن المثنَّى(٤). ورجَّحه أبو حيَّان(٥).
ونُسب إلى الحسن أن المراد بها: السرايا التي تتقدم الجيش(٦).
وروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وعطاء أن المراد بها: ما شذ من المشركين إلى المسلمين من عبد أو دابة أو ما أشبه ذلك بغير قتال(٧).
(٢) نسبه لأكثر المفسرين: البغوي في معالم التنزيل: ٣/٣٢٥.
(٣) انظر قول ابن عباس - رضي الله عنهما - في صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ ﴾ وانظر قوله والباقين في جامع البيان للطبري: ٦/١٦٩.
(٤) انظر: مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/٢٤٠.
(٥) انظر: البحر المحيط لأبي حيان: ٤/٤٥٣.
(٦) نسبه له: الماوردي في النكت والعيون: ٢/٢٩٢ - ٢٩٣، وابن الجوزي في زاد المسير: ص ٥٣٩.
(٧) انظر: جامع البيان للطبري: ٦/١٦٩.