... ومن العلماء الأجلاَّء الذين وُجِدَت لهم أقوال قيّمة في التفسير: الإمام العلاّمة أبو عبيد القاسم بن سلاّم الهروي المتوفى سنة (٢٢٤هـ) رحمه الله، فقد كانت له جهود عظيمة في تفسير كلام الله تعالى، وإبراز معانيه وهداياته، واستنباط فوائده وإرشاداته، لكن أقواله مبثوثة متفرقة، وهي جديرة بالجمع والدراسة، فعزمت - بعد الاستعانة بالله عز وجل، ثم مشورة أهل العلم والاختصاص في هذا المجال - على جمع أقواله في التفسير وترتيبها ودراستها لتكون موضوعاً لبحثي الذي أقدمه لنيل درجة الدكتوراه في القرآن وعلومه، ويكون عنوانها:
(أقوال أبي عبيد القاسم بن سلاّم في التفسير - جمعاً ودراسة).
سائلاً الله عز وجل التوفيق والسداد.
أهمية الموضوع وأسباب اختياره:
١ - أن أبا عبيد القاسم بن سلاّم من أبرز مشاهير العلماء المجتهدين، ومن كبار علماء الإسلام، فلا ريب أن في إخراج أقواله في التفسير خيراً عظيماً.
٢ - تقدّم العصر الذي عاشه أبو عبيد (١٥١ - ٢٢٤هـ) مما يجعل أقواله في التفسير ذات قيمة كبيرة يتضح من خلالها منهج السلف الصالح، وهي فترة عاشها جماعة من أهل التفسير ممن ذاع صيتهم، وكانوا أئمة في هذا الفن.
وتعتبر الفترة الزمنية التي عاصرها أبو عبيد من أثرى فترات التأريخ العلمي للحضارة الإسلامية، وأرقاها علماً ومعرفة.
٣ - مكانة أبي عبيد المتميزة في التفسير وإمامته فيه.
٤ - تميّزه بصحة المعتقد، فهو من كبار أئمة أهل السنة والجماعة، ومن أعلم الناس بالآيات والأحاديث والآثار المتعلقة بالتوحيد، ويتبين ذلك من خلال مصنفاته وأقواله، ولاسيما كتابه (الإيمان ومعالمه وسننه واستكماله ودرجاته).
٥ - إكثار العلماء من نقل أقواله واعتمادها في تفسير الآيات مما يقوي الحاجة لجمعها ودراستها ليسهل الرجوع إليها والإفادة منها.


الصفحة التالية
Icon