... ما جاء عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿ فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا ﴾ [النساء: ٨٨] قال: (يقال: رَكَسْتُ الشيء وأركسته - لغتان - إذا ردتته، قال الله عز وجل: ﴿ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا ﴾ وتأويله فيما نرى أنه ردهم إلى كفرهم) (١).
اهتمامه بتوضيح غريب القرآن
المطلب السادس
اهتمامه بتوضيح غريب القرآن
... تنقسم ألفاظ القرآن إلى قسمين؛ فقسم تعرف معناه العامة والخاصة؛ كالسماء، والأرض، والماء، وغيرها من المعاني المتداولة بين الناس، وقسم يحتاج في بيانه إلى أهل العلم؛ كالدلوك، والسرمد، والأغلال، والضريع، وغيرها، وهذا ما يصدق عليه (غريب القرآن)؛ فغريب القرآن هو: تفسير ألفاظ القرآن تفسيراً لغوياً، وقد يكون هذا التفسير مدعوماً بالشواهد العربية (شعراً ونثراً)، وقد يكون مجرداً من الشواهد، وهو الأكثر(٢).
... وقد كان أبو عبيد القاسم بن سلام إماماً في "غريب القرآن" وله كتاب ينسب له في ذلك - كما مر سابقاً - وقد ساعده على البروز في هذا الجانب إلمامه الكبير باللغة فهو صاحب (الغريب المصنّف) والذي يعد من أجود ما صنف في بيان غريب اللغة.
... وتفسيره لغريب القرآن ظاهر جداً في أقواله التفسرية؛ فمن ذلك:

(١) غريب الحديث لأبي عبيد: ١/١٦٦. وانظر أقوال أبي عبيد في سورة النساء الآية (٨٨).
(٢) انظر: التفسير اللغوي للقرآن الكريم لمساعد الطيار: ص ٣٢٨، دار ابن الجوزي. ولعل أشهر ما أُلف في هذا الباب: مجاز القرآن لأبي عُبيدة مَعْمَر بن المثنَّى، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة، وغريب القرآن لابن عُزَيز السِّجستَاني.


الصفحة التالية
Icon