ما جاء عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ ﴾ [آل عمران: ١٥٢] قال: (حَسَسْت الدابة أحسها: إنما هو نفضك عنها التراب، والحَسُّ في غير هذا القتل؛ قال الله تبارك وتعالى: ﴿ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ ﴾ (١).
... وفي تفسيره لقوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا ﴾ [الأنعام: ٩٩] قال: (فالخَضِر: الغضُّ الحسن؛ قال الله عز وجل: ﴿ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا ﴾ يقال: الأخضر، وهو من هذا) (٢).
اهتمامه بالشعر والاستشهاد به
المطلب السابع
اهتمامه بالشعر والاستشهاد به
... كانت ظاهرة الاستشهاد بالشعر بارزة عند مفسري السلف، وهي عند اللغويين منهم أكثر، لاسيما في كتب غريب القرآن، والناظر في كتب التفسير يجد فيها عدداً من الشواهد الشعرية التي ساقها المفسرون لبيان المعنى الذي يذكرونه في تفسير الآية أو تأييده، والمفسرون متفاوتون في ذكر الشاهد الشعري ما بين مقلٍّ ومكثر.
... وقد روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ما يشهد لأهمية هذا الجانب؛ قال: (إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر، فإنه ديوان العرب) (٣).
... ويقول الخطيب البغدادي(٤)

(١) غريب الحديث لأبي عبيد: ٢/٣٩٢. وانظر أقوال أبي عبيد في سورة آل عمران، الآية (١٥٢).
(٢) غريب الحديث لأبي عبيد: ١/٣٦٢. وانظر أقوال أبي عبيد في سورة الأنعام، الآية (٩٩).
(٣) انظر: الدر المنثور للسيوطي: ٨/٥٤.
(٤) هو: أحمد بن علي بن ثابت، أبو بكر، المعروف بالخطيب البغدادي، العلامة، الحافظ، الناقد، له رحلة في طلب العلم، ومصنفات مفيدة، منها: تاريخ بغداد، وتقييد العلم، توفي سنة: (٤٦٣هـ).
... انظر ترجمته: وفيات الأعيان لابن خلّكان: ١/٩٢. وسير أعلام النبلاء للذهبي: ١٨/٢٧٠.


الصفحة التالية
Icon