عن الشعر والاستشهاد به: (في الشِّعر: الحكمة النادرة، والأمثال السائرة، وشواهد التفسير، ودلائل التأويل، فهو ديوان العرب، والمقيّد للُغاتها، ووجوه خطابها، فلزم كَتْبُهُ للحاجة إلى ذلك) (١).
... وبناء على هذه الأهمية والقيمة الكبيرة للشاهد الشعري في التفسير، فقد اهتم أبو عبيد القاسم بن سلاّم بهذا الجانب وأولاه عناية ظاهرة، فمن ذلك:
ما جاء عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: ٤] قال: (الدين: الحساب؛ ومنه: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ ودنته: جزيته، قال الأعشى:
هَو دَانَ الرَّبَابَ إذ كَرِهُو الد...... دَين دِرَاكاً بغزْوَةٍ وصِيَال) (٢)
*... *... *
موقفه من آيات الصفات
المطلب الثامن
موقفه من آيات الصفات
... لا شك في أن صحة المعتقد عند المفسر وسلامته من الشبه والأوهام والانحراف له الأثر البالغ في مدى سلامة آرائه وأقواله ومصنّفاته من الخلل والتحيز والجور.
... وقد كان أبو عبيد القاسم بن سلام في مجال العقيدة من كبار أئمة أهل السنة والجماعة، ومن أعلم الناس بالآيات والأحاديث والآثار المتعلقة بالتوحيد، وذلك واضح جلي في مصنفاته وفي أقواله في التفسير.
... أما موقفه من آيات الصفات على وجه الخصوص فقد سلك أبو عبيد فيها مسلك أهل السنة والجماعة من إمرار النصوص كما جاءت مع فهم معانيها، واعتقاد أن ظاهرها مراد، مع عدم التعرض لها بتكييف، أو تمثيل، أو تحريف، أو تشبيه، أو تعطيل.

(١) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي: ٢/١٩٧، مكتبة المعارف.
(٢) الغريب المصنّف لأبي عبيد: ٣/١٠٠٨، دار سحنون. وانظر أقوال أبي عبيد في سورة الفاتحة الآية (٤).


الصفحة التالية
Icon