- عدم وجود التعصب المذهبي في أقواله التفسيرية ولاسيما في آيات الأحكام، ولعل كونه من الأئمة المجتهدين أثر في ذلك.
- انتصاره للمنهج الحق في العقيدة، وهو منهج أهل السنة والجماعة، فهو من كبار أئمة السلف في العقيدة.
- عدم وجود الإسرائيليات في أقواله التفسيرية، وهذه ميزة لتفسيره، فقلّما يسلم مفسر من ذكر الإسرائيليات والتي قد جاء في شرعنا ما يغني عنها وعن ذكرها.
- بروزه الكبير في اللغة وكلام العرب مما جعل ذلك يظهر جلياً في أقواله التفسيرية، كما أنه يرد على من يخالف قولاً للجمهور إذا كان هناك ما يؤيده من لغة العرب(١).
- قد تتعدد عنه الأقوال في معنى لفظة قرآنية واحدة، وعند التأمل في هذه الأقوال تجدها تعود لمعنى واحد، وهذا راجع لسعة علمه وقوة فهمه(٢).

(١) من ذلك رده على أبي عبيدة مَعْمَر بن المثنَّى عند تفسيره للمتكأ في قوله تعالى: ﴿ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً ﴾ [يوسف: ٣٢]: بأنه ما يُتكأ عليه من وسائد وغيرها، وقد فسرها الجمهور بأنه الطعام، قال: (والفقهاء أعلم= =بالتأويل منه، ولعله بعض ما ذهب من كلام العرب، فإن الكسائي كان يقول: قد ذهب من كلام العرب شيء كثير انقرض أهله). انظر: جامع البيان للطبري: ٧/٢٠٠، دار الكتب العلمية. وفي هذا رد على أبي عبيدة بأن قول الجمهور قد يصح لأن له وجه في العربية وإن لم يكن مشهوراً.
(٢) من ذلك ما جاء عند بيانه لمعنى (حبل الله) في قوله تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ﴾ [آل عمران: ١٠٣]، فقد فسره بأنه كتاب الله وبأنه ترك الفرقة واتباع القرآن وبأنه عهد الله، وكلها معان متقاربة يمكن القول بها جميعاً أو ببعضها عند تفسير الآية. انظر: أقوال أبي عبيد في سورة آل عمران.


الصفحة التالية
Icon