... الأول: أن البسملة آية مستقلة نزلت مع كل سورة إلا براءة، وهذا القول مروي عن علي، وأبي هريرة، وابن عباس، وابن عمر رضي الله عنهم وبه قال عبدالله بن المبارك، والشافعي، وأحمد بن حنبل في رواية عنه(١)، وأبو بكر الجصاص(٢)، وابن تيمية (٣)، واستدل أصحاب هذا القول بأدلة فيما يلي أبرزها:
١ - كتابة الصحابة لها في المصحف، فإنه يدل على أنها آية من كتاب الله لكون الصحابة لم يكتبوا في المصحف ما ليس منه، وكونهم كتبوها مفردة مفصولة عما قبلها وما بعدها يدل على أنها ليست بآية من أول كل سورة كتبت في أولها بل آية مستقلة من كل سورة(٤).
٢ - حديث ابن عباس رضي الله عنهما وفيه: (كان النبي ﷺ لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم) (٥)، فهذا الحديث يدل على أنها آية مفردة نزلت في أول كل سورة للفصل، وليس فيه أنها آية من السورة.

(١) نسب هذا القول إليهم البغوي في معالم التنزيل: ١/٥١، ط دار طيبة، وابن كثير في تفسيره: ١/١١٦، وجاء عدد من مروياتهم في الدر المنثور للسيوطي: ١/٢٩ - ٣٩، تحقيق: د. عبدالمحسن التركي، ط دار مركز هجر للبحوث والدراسات العربية والإسلامية.
(٢) انظر: أحكام القرآن للجصاص: ١/٨، ط دار الكتب العلمية.
(٣) انظر: الفتاوى لابن تيمية: ١٣/٢١٥، ط العبيكان.
(٤) انظر المرجع السابق: ٢٢/٢٣٨ - ٢٥٦.
(٥) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب (من جهر بها) قال ابن كثير: بإسناد صحيح، انظر تفسيره: ١/١١٦، والحاكم في المستدرك، كتاب الإمامة وصلاة الجماعة، باب (التأمين)، وقال: صحيح على شرط الشيخين.


الصفحة التالية
Icon