٣ - واستدلوا أيضاً على كونها آية مستقلة وليست من السورة بحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي ﷺ قال: (سورة من القرآن ثلاثون آية تشفع لصاحبها حتى يغفر له ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ﴾ [سورة الملك: ١] (١).
... فهذا الحديث يدل على أنها ليست من السورة؛ لأنها ثلاثون آية بدون البسملة.
... الثاني: أنها آية أو بعض آية من أول كل سورة كتبت في أولها، وهذا القول مروي عن ابن عباس، وعبدالله بن عمر، وطاووس، وسعيد بن جبير، وإليه ذهب أبو عُبيد القاسم ابن سلاَّم(٢)، والواحدي(٣)، والرازي (٤)، وأقوى أدلة أصحاب هذا القول حديث أنس(٥)

(١) أخرجه أبو داود في الصلاة، باب (في عد الآية)، والترمذي في فضائل القرآن، باب (ما جاء في فضل سورة الملك) وقال: حديث حسن، والنسائي في الكبرى، في عمل اليوم والليلة، باب (سورة تبارك)، وابن ماجه في الأدب، باب (ثواب القرآن)، والحاكم في المستدرك ١/٧٥٣، وقال: هذا حديث حسن الإسناد ولم يخرجاه، وأورده الهيثمي في المجمع: ٧/١٢٧، وقال: رجاله رجال الصحيح.
(٢) انظر: التسهيل لابن جُزَي ١/٥٢، ط، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير: ١/١١٦ - ١١٧، والدر المنثور للسيوطي: ١/٢٩ - ٣٩، وفتح القدير للشوكاني ١/٧٨ - ٧٩، ط دار الوفاء.
(٣) هو: علي بن أحمد بن محمد الواحدي النيسابوري الشافعي، إمام مفسر علامة، له في التفسير البسيط والوسيط والوجيز، وله أسباب النزول، توفي سنة (٤٦٨هـ).
... انظر ترجمته: وفيات الأعيان لابن خلكان: ٣/٣٠٣. وطبقات المفسرين للداودي: ص ١٢٧.
(٤) انظر الوسيط للواحدي: ١/٦١، ط دار الكتب العلمية، والتفسير الكبير للرازي: ١/٢٠١ - ٢٠٥، ط المكتبة التجارية.
(٥) هو: أنس بن مالك الأنصاري الخزرجي، الصحابي، المحدث، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولد قبل الهجرة بعشر سنين، وتوفي سنة (٩٣هـ).
... انظر ترجمته: الطبقات لابن سعد: ٧/٢٦. وسير أعلام النبلاء للذهبي: ٣/٣٩٥.


الصفحة التالية
Icon