وبهذا يتبين أن قول أبي عُبيد القاسم بن سلاَّم أنها آية أو بعض آية من أول كل سورة كتبت في أولها قول مرجوح، والقول بأنها آية مستقلة أقوى وأرجح منه.
*... *... *
قوله تعالى: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: ٤].
[المراد بالدين في قوله تعالى: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ ] (١)
" قول أبي عبيد:
... قال أبو عُبيد - رحمه الله -:
الدين: الحساب، ومنه: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ ودنته: جزيته، قال الأعشى:
هُوَ دَانَ الرَّبابَ إذ كَرهُو الد...... دَينَ دِرَاكاً بِغَزوَةٍ وصِيَال(٢)(٣)
" مجمل الأقوال في المسألة:

(١) سبق هذه المسألة مسألة جاء عند ابن كثير فيها قول لأبي عبيد، وهي مسألة [هل ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ بمعنى واحد أو لا؟] وقد نقل ابن كثير القول المنسوب لأبي عبيد في هذه المسألة عن القرطبي، وعند شروعي في دراسة المسألة تبين أن القول المنسوب لأبي عبيد في هذه المسألة ليس له، وإنما وقع تصحيف في الاسم في سائر طبعات تفسير ابن كثير، ومن ذلك على سبيل المثال: ط دار طيبة: ١/١٢٥، ط دار السلام: ٢٤، ط دار المعرفة: ١/٢٢، ط دار ابن الجوزي: ١/٤٤٥، ط العبيكان: ١/٨. وبعد الرجوع إلى المصدر الذي أخذ منه ابن كثير وهو تفسير القرطبي تبين أن القول لأبي عبيدة مَعْمَر بن المثنَّى وليس لأبي عبيد القاسم بن سلاَّم، وذلك في سائر طبعات الكتاب. انظر على سبيل المثال: ط دار الكتاب العربي: ١/١٤٢، ط دار الشعب: ١/٩١، ط دار ابن حزم: ١/٥٦، ط دار الكتب العلمية: ١/٧٤، ط دار الحديث: ١/١٢١، ط مؤسسة التأريخ العربي: ١/١٠٥. وتم التأكد من نسبة القول لأبي عبيدة مَعْمَر بن المثنَّى وذلك بالرجوع إلى كتابه (مجاز القرآن): ١/٢١، ط دار الخانجي.
(٢) البيت في ديوان الأعشى: ١٦٨. والأعشى هو ميمون بن قيس، شاعر جاهلي أدرك الإسلام ولم يسلم.
... انظر ترجمته: في مقدمة ديوانه. ط المكتب الشرقي.
(٣) الغريب المصنف لأبي عبيد: ٣/١٠٠٨.


الصفحة التالية
Icon