قوله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴾ [البقرة: ٤٨].
[المراد بالعدل في قوله تعالى: ﴿ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ ﴾ ]
" قول أبي عبيد:
... قال أبو عُبيد القاسم بن سلاَّم - رحمه الله - عند ذكره لكتاب رسول الله ﷺ بين المؤمنين وأهل يثرب:
... وقوله: (ولا يحل لمؤمن أن ينصر محدِثاً أو يؤويه، فمن نصره أو آواه فإن عليه لعنة الله وغضبه إلى يوم القيامة، لا يقبل منه صرف ولا عدل... الحديث) (١)، حدثنا هشيْم عن رجل قد سماه عن مكحول قال: (الصرفُ: التوبة، والعدل: الفدية).
... قال أبو عُبيد: وهذا أحب إليَّ من قول من يقول: الفريضة والتطوع؛ لقول الله تبارك وتعالى: ﴿ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ ﴾ فكل شيء فدِىَ به شيء فهو عدله(٢).
" مجمل الأقوال الواردة في المسألة:
١ - أن المراد بالعدل: الفدية.
٢ - أن المراد بالعدل: رجل مكانة.
٣ - المراد بالعدل: الفريضة.
" الدراسة:
... اختار أبو عُبيد القاسم بن سلاَّم أن يكون المراد بالعدل في قوله تعالى: ﴿ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ ﴾ : الفدية.
... وهذا القول مروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - (٣).
... وبه قال الأخفش، والطبري، والسمعاني، وابن الجوزي، وابن كثير(٤).

(١) أخرجه البخاري في الحج، باب (حرم المدينة)، ومسلم في الحج، باب (فضل المدينة).
(٢) كتاب الأموال لأبي عبيد: ص ٢١٨ - ٢١٩، ط دار الكتب العلمية، وقد رجّح محقق الكتاب (محمد خليل هرّاس) المعنى الذي ذهب إليه أبو عُبيد.
(٣) انظر: جامع البيان للطبري: ١/٣٠٧، والدر المنثور للسيوطي: ١/٣٧٤.
(٤) انظر: معاني القرآن للأخفش: ١/٩٠، وجامع البيان للطبري: ١/٣٠٧، وتفسير السمعاني: ١/٧٦، وزاد المسير لابن الجوزي: ص ٥٩، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير: ١/٢٥٦.


الصفحة التالية
Icon