... وهذا القول يؤيده السياق، كما في قوله تعالى لإبراهيم عليه السلام: ﴿ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ﴾، والقول الذي تؤيده قرائن في السياق مقدّم على ما عدم ذلك(١).
... يقول السمعاني عن هذا القول: (وهو الأليق بظاهر النسق) (٢).
... ويقول الشوكاني عنه بعد أن ذكره وذكر بعده بقية الأقوال: (والأول أظهر كما يفيده السياق) (٣).
... ورجحه ابن الجوزي بقوله: (والأول أصح) (٤) يريد القول بأن العهد: الإمامة.
*... *... *
قوله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِن اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: ١٤٣].
[سبب نزول الآية]
" قول أبي عبيد:
... قال أبو عُبيد القاسم بن سلاَّم - رحمه الله -:
... (قول الله عز وجل: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِن اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ وإنما نزلت في الذين توفوا من أصحاب رسول الله ﷺ وهم على الصلاة إلى بيت المقدس، فسُئل رسول الله صلىالله عليه وسلم فنزلت هذه الآية) (٥).
" الدراسة:
... ذكر أبو عُبيد القاسم بن سلاَّم - في معرض حديثه عن الإيمان وأنه قول وعمل واعتقاد - سبباً لنزول قوله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ﴾ وأنها نزلت في الذين ماتوا من أصحاب رسول الله ﷺ وهم على الصلاة إلى بيت المقدس ولم يدركوا الصلاة إلى الكعبة. وهذا السبب ذكره كثير من المفسرين وأئمة الحديث.

(١) انظر: الكليات للكفوي: ص ٧٣٤. وقواعد الترجيح لحسين الحربي: ١/٢٩٩.
(٢) تفسير السمعاني: ١/١٣٦.
(٣) فتح القدير للشوكاني: ١/٢٦٧.
(٤) زاد المسير لابن الجوزي: ص ٨٦.
(٥) كتاب الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلاَّم: ص ١١، ط المكتب الإسلامي.


الصفحة التالية
Icon