... قول أبي عبيد في المراد بالآية هو المروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ومجاهد، وقتادة، والضحاك، وعطاء(١).
... وقال بهذا القول جملة من المفسرين، منهم البغوي، والسعدي(٢) (٣).
... يقول البغوي: ( ﴿ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ﴾ أي ما ذبح للأصنام والطواغيت، وأصل الإهلال رفع الصوت، وكانوا إذا ذبحوا لآلهتهم يرفعون أصواتهم بذكرها فجرى ذلك من أمرهم حتى قيل لكل ذابح وإن لم يجهر بالتسمية مُهِلّ) (٤).
... وروي عن الربيع بن أنس وأبو العالية أن المراد بقوله تعالى: ﴿ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ﴾ ما ذكر عليه اسم غير الله(٥).
... وبه قال ابن الجوزي، والشوكاني، وابن عثيمين(٦).
... وانتصر له الرازي بقوله: (وهذا القول أولى؛ لأنه أشد مطابقة للفظ) (٧).
النتيجة:
... الذي يظهر - والله أعلم - صحة القولين، وإمكان القول بهما في تفسير الآية، فلا تعارض بينهما.

(١) انظر: تفسير عبدالرزاق: ١/٦٥، وجامع البيان للطبري: ٢/٩٠، والدر المنثور للسيوطي: ٢/١٣٢.
(٢) هو: عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالله السعدي، أبو عبدالله، حفظ القرآن قبل الثانية عشرة من عمره، كان عالماً جليلاً، وقاضياً مسدداً، له مصنفات عديدة، توفي سنة (١٣٧٦هـ).
... انظر ترجمته: حياة الشيخ عبدالرحمن السعدي في سطور لأحمد القرعاوي، والشيخ عبدالرحمن السعدي وجهوده في توضيح العقيدة لعبدالرزاق العبّاد.
(٣) انظر: معالم التنزيل للبغوي: ١/١٨٣، وتيسير الكريم الرحمن للسعدي: ص ٦٤.
(٤) معالم التنزيل للبغوي: ١/١٨٣.
(٥) انظر: جامع البيان للطبري: ٢/٩٠، وتفسير ابن أبي حاتم: ١/٨٣، والدر المنثور للسيوطي: ٢/١٣٣.
(٦) انظر: زاد المسير لابن الجوزي: ص ١٠١، وفتح القدير للشوكاني: ١/٣١٤، وتفسير القرآن الكريم لابن عثيمين: ٢/٢٥٠ - ٢٥١.
(٧) مفاتيح الغيب للرازي: ٥/١١.


الصفحة التالية
Icon