... وقد جمع ابن جرير الطبري بين هذين القولين بقوله: (وأما قوله: ﴿ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ﴾ فإنه يعني به: ما ذُبح للآلهة والأوثان يُسمى عليه بغير اسمه، أو قصد به غيره من الأصنام.
... وإنما قيل: ﴿ وَمَا أُهِلَّ بِهِ ﴾ لأنهم كانوا إذا أرادوا ذبح ما قربوه لآلهتهم سموا اسم آلهتهم التي قربوا ذلك لها، وجهروا بذلك أصواتهم...) (١).
*... *... *
قوله تعالى: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ tû، خ#ح !$، ،٩$#ur وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: ١٧٧].
[معنى قوله تعالى: ﴿ وَفِي الرِّقَابِ ﴾ ].
" قول أبي عبيد:
... قال ابن الجوزي - رحمه الله - :
... قوله تعالى: ﴿ وَفِي الرِّقَابِ ﴾ أي: في فك الرقاب. ثم فيه قولان:
... أحدهما: أنهم المكاتبون يعانون في كتابتهم بما يعتقون به، رواه أبو صالح عن ابن عباس، وهو مروي عن علي بن أبي طالب، والحسن، وابن زيد، والشافعي.
... والثاني: أنهم عبيد يُشترون بهذا السهم ويُعتَقون، رواه مجاهد عن ابن عباس، وبه قال مالك بن أنس(٢)،

(١) جامع البيان للطبري: ٢/٨٩.
(٢) هو: مالك بن أنس بن مالك الأصبحي، أبو عبدالله، صاحب المذهب، وإمام دار الهجرة، وعالم الحجاز، توفي سنة (١٧٩هـ).
... انظر ترجمته: السير للذهبي: ٨/٤٨. وطبقات الفقهاء للشيرازي: ص ٥٣.


الصفحة التالية
Icon