١ - أن الخيط الأبيض الفجر الثاني (الصادق)، والخيط الأسود: سواد الليل.
٢ - أن الخيط الأبيض ضوء الشمس، والخيط الأسود: سواد الليل.
" الدراسة:
... بيّن أبو عُبيد القاسم بن سلاَّم أن المراد بالخيط الأبيض الفجر الصادق أي ضوء النهار، والخيط الأسود سواد الليل.
... وهذا القول مروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - والسدّي، وقتادة، والحسن(١).
وبه قال جمهور المفسرين(٢)، وممن قال به منهم: البغوي، والرازي، والقرطبي، والشوكاني(٣).
... واستدل أصحاب هذا القول بالأحاديث الصحيحة التي تؤيد هذا المعنى، ومنها:
... ما روته عائشة - رضي الله عنها - عن النبي ﷺ قال: (لا يمنعكم أذان بلال من سحوركم؛ فإنه ينادي بليل، فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم؛ فإنه لا ينادي حتى يطلع الفجر) (٤).
... وأيضاً: ما رواه عدي بن حاتم(٥)

(١) انظر: جامع البيان للطبري: ٢/١٧٧.
(٢) نسبه لجمهور المفسرين: القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: ٢/٣١٣.
(٣) انظر: معالم التنزيل للبغوي: ١/٢٠٨، والتفسير الكبير للرازي: ٥/٩٤، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي: ٢/٣١٣، وفتح القدير للشوكاني: ١/٣٣٩.
(٤) أخرجه البخاري في الأذان، باب (أذان الأعمى إذا كان له من يخبره)، ومسلم في الصيام، باب (بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر).
(٥) هو: عدي بن حاتم بن عبدالله بن سعد الطائي، ولد الجواد المشهور، أبو طريف، وفد على النبي ﷺ فأكرمه واحترمه، له أحاديث، توفي سنة (٦٧هـ).
... انظر ترجمته: الإصابة لابن حجر: ٤/٤٦٩. والسير للذهبي: ٣/١٦٢.


الصفحة التالية
Icon