- رضي الله عنه - قال: لما نزلت -ayah text-primary">﴿ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ ﴾ عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتهما تحت وسادتي، فجعلت أنظر في الليل فلا يستبين لي، فغدوت على رسول الله ﷺ فذكرت له ذلك، فقال: إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار) (١).
... وروي عن علي، وابن مسعود، وحذيفة بن اليمان(٢) أن المراد بالخيط الأبيض ضوء الشمس، والخيط الأسود سواد الليل(٣).
... واستدل أصحاب هذا القول بأحاديث عن رسول الله ﷺ أبرزها ما رواه بلال(٤) رضي الله عنه قال: (أتيت النبي ﷺ أوذنه بالصلاة وهو يريد الصوم فدعا بإناء فشرب، ثم ناولني فشربت، ثم خرج إلى الصلاة) (٥).
... واستدلوا أيضاً بما رواه حذيفة - رضي الله عنه - قال: (كان النبي ﷺ يتسحَّر وأنا أرى مواقع النَّبل. قال - أي الراوي عن حذيفة - قلت: أبعد الصبح؟ قال: هو الصبح، إلا أنه لم تطلع الشمس) (٦).
النتيجة:

(١) أخرجه البخاري في التفسير، باب قوله تعالى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ ﴾. ومسلم في الصيام، باب (بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر).
(٢) هو: حذيفة بن اليمان العبسي، من كبار الصحابة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان صاحب سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، توفي سنة (٣٦هـ).
... انظر ترجمته: الإصابة لابن حجر: ٢/٤٤. والسير للذهبي: ٢/٣٦١.
(٣) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير برقم (١٠٨٢): ١/٣٥٥.
(٤) هو: بلال بن رباح الحبشي المؤذن، لزم النبي ﷺ وأذّن له، وشهد معه جميع المشاهد، ومناقبه كثيرة ومشهورة، توفي سنة: (٢٠هـ).
... انظر ترجمته: الإصابة لابن حجر: ١/٣٢٦. والسير للذهبي: ١/٣٤٧.
(٥) أخرجه أحمد في مسنده برقم (٢٣٤٤٠): ٥/٣٩٩.
(٦) أخرجه الطبري في جامع البيان برقم (٣٠٢١) ٢/١٨١.


الصفحة التالية
Icon