قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [البقرة: ٢٠٨].
[المراد بالسِّلم في قوله تعالى: ﴿ ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ﴾ ]
" قول أبي عبيد:
... قال أبو عُبيد - رحمه الله - :
... (وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ﴾ فالسلم: الإسلام)(١).
" مجمل الأقوال الواردة في المسألة:
١ - أن المراد بالسِّلم الإسلام.
٢ - أن المراد بالسِّلم الطاعة.
" الدراسة:
... ذهب أبو عُبيد القاسم بن سلاَّم إلى أن المراد بالسِّلم في الآية الإسلام، فيكون الخطاب في الآية للمؤمنين، وفيه أمر لهم بالثبوت على الإيمان والتزوُّد منه، فالإيمان اعتقاد وقول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، والإيمان المفروض في صدر الإسلام لم يكن إلا إقرار فقط(٢).
... وتفسير السلم بالإسلام مروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ومجاهد، وقتادة، والضحاك، والسدي، وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم(٣).
وبه قال الأخفش والسمعاني والبغوي والثعالبي(٤) (٥).
واختار هذا القول الطبري(٦).

(١) كتاب الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلاَّم: ص ٢٧.
(٢) انظر: المرجع السابق: ص ٢٧.
(٣) انظر: تفسير الصنعاني: ١/٨٢، وجامع البيان للطبري: ٢/٣٣٥، وتفسير مجاهد بتحقق عبدالرحمن السورتي: ١/١٠٤.
(٤) هو: عبدالرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي، أبو زيد، مفسّر، من أعيان الجزائر، توفي سنة (٨٧٥هـ).
... انظر ترجمته: الأعلام للزركلي: ٣/٣٣١.
(٥) انظر: معاني القرآن للأخفش: ١/١٦٧، وتفسير السمعاني: ١/٢٠٩، ومعالم التنزيل للبغوي: ١/٢٠٤، والجواهر الحسان للثعالبي: ١/١٦١.
(٦) انظر: جامع البيان للطبري: ٢/٣٣٦.


الصفحة التالية
Icon