... وأما قول أبو حيان في أن الشركة في المال بالتجارة قد سبق ذكره فلا مانع من عطف الخاص على العام.
... يقول الشوكاني - رحمه الله - :(والأولى عدم قصر المخالطة على نوع خاص، بل تشمل كل مخالطة) (١).
... ويقول ابن عاشور - رحمه الله -: (والمراد بذلك ما زاد على إصلاح المال والتربية عن بعد، فيشمل المصاحبة والمشاركة والكفالة والمصاهرة، إذ الكل من أنواع المخالطة) (٢).
... ويقول السعدي - رحمه الله - :(وفي هذه الآية دليل على جواز أنواع المخالطات، في المآكل والمشارب، والعقود وغيرها) (٣).
*... *... *
قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: ٢٢٤].
[معنى قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ ﴾ ]
" قول أبي عبيد:
... قال ابن الجوزي - رحمه الله - :
... قال الفرَّاء: والمعنى: لا تجعلوا الله معترضاً لأيمانكم.
... وقال أبو عُبيد: نُصْباً لأيمانكم، كأنه يعني: أنكم تعترضونه في كل شيء فتحلفون به(٤).
" مجمل الأقوال الواردة في المسألة:
١ - المعنى: لا تحلفوا بالله على عدم الطاعة.
٢ - لا تحلفوا بالله كاذبين لتتقوا المخلوقين وتبروهم، وتصلحوا بينهم بالكذب.
٣ - لا تكثروا الحلف بالله وإن كنتم بارّين مصلحين، فإن كثرة الحلف بالله ضرب من الجرأة عليه.
" الدراسة:
(٢) التحرير والتنوير لابن عاشور: ٢/٣٥٧.
(٣) تيسر الكريم الرحمن للسعدي: ص ٨٢.
(٤) زاد المسير لابن الجوزي: ص ١٣٤.