عن أنس بن مالك: إن اليهود كانوا إذا حاضت منهم المرأة، أخرجوها من البيت، ولم يؤاكلوها ولم يشاربوها ولم يجامعوها في البيوت(١)، فسئل رسول الله - ﷺ - عن ذلك فأنزل الله (ڑپtRqè=t"َ،o"ur عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ "]Œr&) الآية قال: فأمرهم رسول الله - ﷺ - أن يؤاكلوهن وأن يكونوا معهن في البيوت، وأن يصيبوا كل شيء إلا النكاح(٢).

(١) يجامعوها في البيوت: أي لم يخالطوها ولم يساكنوها في بيت واحد. قاله النووي. انظر: شرح النووي على صحيح مسلم١٣/٢١١.
(٢) تخريجه:
أخرجه مسلم في صحيحه، عن زهير بن حرب، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد، عن ثابت، بقصة في أخره ( فبلغ اليهود فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه، فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر فقالا: يا رسول الله إن اليهود قالت: كذا وكذا أفلا نجامعهن؟ فتغير وجه رسول الله - ﷺ - حتى ظننا أن قد وجد عليهما فخرجا فاستقبلهما هدية من لبن إلى النبي - ﷺ - فأرسل في آثارهما فسقاهما فعرفا أنه لم يجد عليهما)، عن أنس. انظر: صحيح مسلم/ كتاب الحيض/ باب الإضجاع مع الحائض في لحاف واحد ١/٢٤٦حديث (٣٠٢)
وابن حبان في صحيحه، عن الحسن بن سفيان، عن محمد بن أبان الواسطي، عن حماد، عن ثابت، بقصة في آخره، عن أنس. ٤/١٩٥حديث (١٣٦٢).
وأبوداود في سننه، عن موسى بن إسماعيل، عن حماد، عن ثابت، بقصة في أخره، عن أنس. انظر: سنن أبي داود/كتاب النكاح/ باب في إتيان الحائض ومباشرتها١/٦٧حديث (٢٥٨)، ٢/٢٥٠حديث (٢١٦٥).
والترمذي عن عبد بن حميد عن سليمان بن حرب، عن حماد، عن ثابت، بقصة في آخره، عن أنس، وقال: هذا حديث حسن صحيح. انظر: سنن الترمذي/كتاب تفسير القرآن عن رسول الله - ﷺ - / باب ومن سورة البقرة ٥/٢١٤حديث (٢٩٧٧).
والنسائي في السنن الكبرى، عن عمروبن علي، عن عبد الرحمن، عن حماد، عن ثابت، بنحوه، عن أنس. ٥/٣٤٥حديث (٩٠٩٧).
وأخرجه أيضاً عن إسحاق بن إبراهيم، عن سليمان بن حرب، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، بنحوه، عن أنس. انظر: سنن النسائي/ كتاب الطهارة/باب تأويل قول الله (ڑپtRqè=t"َ،o"ur عَنِ اظٹإsyJّ٩$#) ١/١٥٢حديث (٢٨٨).
وابن ماجة في سننه، عن محمد بن يحيى، عن أبي الوليد، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، بنحوه، عن أنس. انظر: سنن ابن ماجه/ كتاب الطهارة وسننها/ باب ما جاء في مؤاكلة الحائض ١/٢١١حديث (٦٤٤).
والبيهقي في السنن الكبرى عن أبي بكر محمد بن الحسن بن فورك، عن عبد الله بن جعفر، عن يونس بن حبيب، عن أبي داود، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، بقصة في أخره، عن أنس. ١/٣١٣حديث (١٣٩٦).
والدارمي في سننه عن سليمان بن حرب، عن حماد، عن ثابت، بقصة في أخره، عن أنس. ١/٢٦١حديث (١٠٥٣).
والإمام أحمد في مسنده، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد، عن ثابت، بقصة في أخره، عن أنس. ٣/١٣٢حديث (١٢٣٧٦).
ورواه أيضاً، عن عفان، عن حماد، عن ثابت، بقصة في أخره، عن أنس ٣/٢٤٦حديث (١٣٦٠١).
وأبويعلى في مسنده، عن زهير، عن عبد الرحمن، عن حماد، عن ثابت، بقصة في أخره، عن أنس. ٦/٢٣٦ث (٣٥٣٣).
والطيالسي في مسنده، عن أبي داود، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، بقصة في أخره، عن أنس. ١/٢٧٣حديث (٢٠٥٢).
والواحدي في أسباب النزول، عن أبي عبد الرحمن محمد بن أحمد بن جعفر، عن محمد بن عبد الله ابن محمد بن زكريا، عن محمد بن عبد الرحمن الدغولي، عن محمد بن مشكان، عن حيان، عن حماد، عن ثابت، بنحوه، عن أنس. ٦٦حديث (١٣٥).
والبغوي عن أبي طاهر عمر بن عبد الغزي القاشاني، عن أبي عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، عن أبي علي محمد بن أحمد بن عمر اللؤلؤي، عن أبي داود سليمان بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة عن ثابت، بقصة في أخره، عن أنس. انظر: تفسير البغوي١/١٩٦.
وأورده السيوطي في الدر وعزاه إلى أحمد وعبد بن حميد، ومسلم، وأبوداود، والترمذي، والنسائي وابن ماجة، وأبويعلى، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والنحاس في ناسخه، وابن حبان، والبيهقي في سننه، بقصة في أخره عن أنس. انظر: الدر المنثور١/٤٦١، فتح القدير١/٢٢٧.
وممن أشار إلى هذه الرواية في تفسيره من المفسرين:
ابن كثير أورد رواية الإمام أحمد، والسمعاني في تفسيره١/٢٢٤، والقرطبي في تفسيره٣/٨١، والألوسي في روح المعاني٢/١٢٠، وابن الجوزي في الزاد١/٢٣٧، والنحاس في معاني القرآن١/١٨١، والجصاص في أحكام القرآن٢/٢١، والشافعي في أحكام القرآن ١/٢٢٠، والنحاس في الناسخ والمنسوخ١/٢٠٣.
أقوال الصحابة:
١-قال جابر بن عبد الله: إن اليهود قالوا: من أتى المرأة من دبرها كان ولده أحول، وكان نساء الأنصار لا يدعن أزواجهن يأتونهن من أدبارهن، فجاءوا إلى رسول الله × فسألوه عن إتيان الرجل امرأته وهي حائض؟ فأنزل الله (ڑپtRqè=t"َ،o"ur عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ ). انظر: أسباب النزول للواحدي ٦٦حديث (١٣٦)، الدر المنثور١/٤٦١.
٢-قال ابن عباس: إن القرآن أنزل في شأن الحائض، والمسلمون يخرجونهن من بيوتهن كفعل العجم، فاستفتوا رسول الله - ﷺ - في ذلك، فأنزل الله (ڑپtRqè=t"َ،o"ur عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ "]Œr&) فظن المؤمنون أن الاعتزال كما كانوا يفعلون يخرجونهم من بيوتهم، حتى إذا قرأ آخر الآية، فهم المؤمنون ما الاعتزال إذ قال الله (ںwur تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ ). انظر: الدر المنثور١/٤٦١، تفسير ابن أبي حاتم ٢/٤٠٠ رقم (٢١٠٩)(٢١١٤).
وروي عنه أنه قال: نزلت الآية في رجل من الأنصار يقال له: عمروبن الدحداح سأل رسول الله - ﷺ - فقال: يا رسول الله كيف يُصنع بالنساء إذا حضن أنقربهن أم لا؟ فنزلت (ڑپtRqè=t"َ،o"ur عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ "]Œr&). انظر: تنوير المقباس من تفسير ابن عباس١/٣١، تفسير السمرقندي١/١٧٢، زاد المسير١/٢٤٨، لباب النقول١/٤٣.


الصفحة التالية
Icon