كما يحب أن يقرأه عليهم) (١).
وقد فهم الصحابة كثيراً من معاني القرآن؛ لأنهم كانوا أهل فصاحة ولسان، وشاهدوا ما أحاط بالقرآن من ظروف وملابسات تعين على فهم كثير من الآيات القرآنية.
وكان الواحد منهم إذا أشكلت عليه آية من كتاب الله، رجع إلى رسول الله - ﷺ - في تفسيرها، فبين له ما خفي عليه(٢)؛ لأن وظيفته البيان كما أخبر الله عنه بذلك في كتابه، حيث قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (٤٤) ﴾ (٣).

(١) مناهل العرفان/ المزرقاني/ ١/٣٢.
(٢) نحوما ورد عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: لما نزلت ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (٨٢) الأنعام آية(٨٢) قلنا يا رسول الله: وأينا لا يظلم نفسه؟ قال: ليس كما تقولون( الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ) الشرك، أولم تسمعوا إلى قول لقمان لابنه { يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِن الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (١٣) ﴾ لقمان آية (١٣)أخرجه البخاري/ كتاب الإيمان/ باب ظلم دون ظلم١/٢١حديث(٣٢)، كتاب الأنبياء/ باب قول الله(وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّه) ِإلى قوله ( إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) ٣/١٢٦٢حديث(٣٢٤٥)، (٣٢٤٦)، كتاب التفسير/ باب ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ٤/١٦٩٤ حديث (٤٣٥٣)، باب لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ٤/١٧٩٣حديث(٤٤٩٨)، ومسلم١/ كتاب الإيمان/ باب صدق الإيمان وإخلاصه١/١١٤حديث(١٢٤).
(٣) سورة النحل، الآية: ٤٤.


الصفحة التالية
Icon