١-لم يفسر في هذه المرحلة جميع القرآن بل بعض منه وهوما غمض فهمه عليهم، ومن المعلوم أنه كلما ازداد الناس بعداً عن عصر الرسول × والصحابة، كلما ازدادت حاجة الناس إلى التفسير.
٢-قلة الاختلاف بينهم في فهم معانيه(١).
٣-كان التفسير في هذه المرحلة ينصب ويتجه دائماً إلى البحث في جوهر الكلمة ولبابها، ويرمي إلى بيان المعنى المراد بأوجز عبارة، بدون تكلف وتوسع فلا يبحثون عن النحو والإعراب، ولا عن أنواع البلاغة وعلم المعاني والبيان والبديع، ولا عن المجاز والكناية، ولا يبحثون في اللفظ ولا في النظم، لأن كل ذلك كانوا يتذوقونه بفطرهم(٢).
٤-قلة الإسرائيليات في التفسير في هذه المرحلة؛ لأن نقل الصحابة عن أهل الكتاب كان أقل من نقل التابعين.
٥-قلة التدوين في التفسير في هذه المرحلة، لأن التدوين لم يكن إلا في القرن الثاني.
٦-ندرة الاستنباط العلمي للأحكام الفقهية من الآيات القرآنية، وعدم وجود الانتصار للمذاهب الدينية بما جاء في كتاب الله نظراً لاتحادهم وعدم تفرقهم(٣).
٧- اتخذ التفسير في هذه المرحلة شكل الحديث، بل كان جزءاً منه وفرعاً من فروعه، ولم يتخذ التفسير له شكلاً منتظماً، بل كانت هذه التفسيرات تروى منثورة لآيات متفرقة كما هوالشأن في رواية الحديث(٤).
حكم الاحتجاج بأقوال الصحابة في التفسير:
تفسير الصحابي له حكم المرفوع في حالتين:
١-إذا كان يتعلق بسبب نزول الآية.
٢-إذا كان التفسير مما لا يمكن أن يؤخذ إلا عن النبي - ﷺ - ولا مدخل للرأي فيه(٥)، لأن الظاهر أنه لم يقل ذلك إلا عن توقيف(٦).

(١) التفسير والمفسرون ١/١٠٤.
(٢) انظر: تاريخ علم التفسير ومناهج المفسرين ٢١.
(٣) التفسير والمفسرون ١/١٠٤.
(٤) المرجع السابق ١/١٠٥.
(٥) تدريب الراوي ١/١٩٣.
(٦) إجمال الإصابة ١/٧٤.


الصفحة التالية
Icon