فكتاب الله العزيز هوحبله المتين، وهوالذكر الحكيم، وهوالصراط المستقيم، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم.
وقد جعل الله جل ثناؤه حملة هذا الكتاب العزيز هم سرج الدين، ومشاعل النور والضياء في الأمة، وعدهم رسول الله - ﷺ - من خيرة الناس، فقال - ﷺ - (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) (١).
ولا شك في أن خير ما صرفت فيه الجهود واشتغل به العلماء تعليماً وتفسيراً وتفهماً ودراسة، واستنباطاً، كتاب الله فهوكتاب هداية، ودستور أمة، هي خير أمة أخرجت للناس، وقد تكفل الله بحفظه كما قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (٩) ﴾ (٢). ويسر درسه كما قال تعالى ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (١٧) ﴾ (٣).
وإن من وسائل حفظه وتيسير درسه، أن يعنى جهابذة العلماء قديماً وحديثاً بتفسيره وإيضاح غامضه، فعلم التفسير من أشرف العلوم لتعلقه بكتاب الله.
(٢) سورة الحجر، الآية: ٩.
(٣) سورة القمر، الآية: ١٧.