وقد كان أنس صاحب نعل رسول الله - ﷺ - وأداوته(١)، كما كان على حوائجه الخاصة(٢). روى البخاري عن أنس أنه قال: كان رسول الله إذا خرج لحاجته تبعته أنا وغلام منا، معنا إداوة من ماء (٣).
وكان رسول الله - ﷺ - يثق بأنس على الرغم من حداثة سنه في ذلك الوقت، وائتمنه على بعض أسراره(٤)، فعن أنس قال: ( أسرَّ إلي رسول الله - ﷺ - سراً فما أخبرت به أحداً بعده ولقد سألتني عنه أم سليم فما أخبرتها به) (٥).
وروى ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: (كنت ألعب مع الغلمان فأتانا رسول الله - ﷺ - فسلم وأخذ بيدي فبعثني في حاجة وقعد في ظل حائط أوجدار حتى رجعت إليه، فبلغت الرسالة التي بعثني فيها، فلما أتيت أم سليم قالت: ما حبسك؟ قلت: بعثني رسول الله - ﷺ - في حاجة له، قالت: وما هي؟ قلت: سر. قالت: احفظ على رسول الله - ﷺ - سره. قال: فما حدثت به أحداً بعد(٦).

(١) البداية والنهاية ٩/٩٠.
(٢) زاد المعاد ١/١١٦، والتراتيب الإدارية ١/٣٥.
(٣) أخرجه البخاري/ كتاب الإستئذان/ باب حفظ السر٥/٢٣١٨حديث (٥٩٣١)، ومسلم / كتاب فضائل الصحابة/باب من فضائل أنس بن مالك٤/١٩٢٩حديث (٢٤٨٢).
(٤) انظر: أعلام المسلمين أنس بن مالك٧٩
(٥) أخرجه البخاري/ كتاب الوضوء/ باب من حمل معه الماء لطهوره١/٦٩حديث (١٥٠)، باب حمل العنزة مع الماء في الإستنجاء١/٦٩حديث (١٥١)، كتاب الصلاة/ باب الصلاة إلى العنزة١/١٨٨حديث (٤٧٨)، ومسلم/ كتاب الطهارة/باب الإستنجاء بالماء من التبرز١/٢٢٧حديث (٢٧١).
(٦) أخرجه مسلم/ كتاب فضائل الصحابة/ باب من فضائل أنس بن مالك٤/١٩٢٩حديث (٢٤٨٢)، وأحمد٣/٢٣٥حديث (١٣٤٩٤).


الصفحة التالية
Icon