قال محمد بن عبد الله الأنصاري: خرج أنس مع رسول الله - ﷺ - إلى بدر، وهوغلام يخدمه(١)، قال الذهبي: لم يعده اصحاب المغازي في البدريين لكونه حضرها صبياً، ما قاتل بل بقي في رحال الجيش، فهذا وجه الجمع(٢).
وكان ممن بايع تحت الشجرة(٣). وعن أبي قلابة، عن أنس قال: شهدت مع رسول الله × الحديبية وعمرته والحج والفتح وحنيناً والطائف وخيبر(٤)، وشارك في حصارها والهجوم عليها ووصفها فقال: لما أتى رسول الله - ﷺ - خيبر وجدهم حين خرجوا إلى زرعهم معهم مساحيهم(٥)، فلما رأوه ومعه الجيش نكصوا فرجعوا إلى حصنهم، فقال النبي - ﷺ - (الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين) (٦). كما شارك في معركة مؤتة.
وقد كان - رضي الله عنه - ملازماً لرسول الله - ﷺ - في حياته، " شديد التمسك بسنته، حريصاً كل الحرص عليها، حتى عرف بذلك واشتهر به، وورثه عنه تلاميذه(٧).

(١) تهذيب الكمال٣/٣٦٨.
(٢) سير أعلام النبلاء٣/٣٩٧.
(٣) المرجع السابق٣/٣٩٧.
(٤) تهذيب الكمال٣/٣٦٨.
(٥) المَساحي: جمع مِسحاة وهي المجرفة من الحديد والميم زائدة؛ لأنه من السَحوالكَشف والإزالة. انظر لسان العرب٢/٥٩٨.
(٦) أخرجه البخاري/كتاب الجمعة/ باب التبكير والغلس بالصبح والصلاة عند الإغارة والحرب١/٣٢١حديث (٩٠٥)، كتاب الجهاد والسير/ باب التكبير عند الحرب ٣/١٠٩٠حديث (٢٨٢٩)، كتاب المناقب/ باب سؤال المشركين أن يريهم النبي - ﷺ - فأرهم انشقاق القمر ٣/١٣٣٣حديث (٣٤٤٧)، كتاب المغازي/ باب غزوة خيبر ٤/١٥٣٨حديث (٣٩٦١)، (٣٩٦٤)، ومسلم / كتاب الجهاد والسير/ باب غزوة خيبر ٣/١٤٢٧حديث (١٣٦٥).
(٧) انظر: أعلام المسلمين: أنس بن مالك/٨٨.


الصفحة التالية
Icon