وقد جالس أنس رضي الله عنه رسول الله - ﷺ - ورآه وهويتغشاه الوحي، روي عنه أنه قال: بينما رسول الله - ﷺ - يوماً بين أظهرنا إذا أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسماً، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: أنزلت علي آنفاً سورة فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١) ﴾ (١) ثم قال: أتدرون ما الكوثر ؟ قلنا: الله ورسوله أعلم قال: فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل عليه خير كثير، وهوحوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد النجوم فيختلج(٢) العبد منهم فأقول: رب إنه من أمتي لِلَّهِ فيقول: ما تدري ما أحدث بعدك(٣).
وروى عن رسول الله - ﷺ - تفسيره لعدد من آيات القرآن، منها على سبيل المثال لا الحصر:

(١) سورة الكوثر، الآية: ١.
(٢) يختلج: أي يقتطع ويُنتزع. انظر الديباج٢/١٣٢.
(٣) أخرجه مسلم/كتاب الصلاة/ باب حجة من قال البسملة آية من أول كل سورة سوى براءة ١/٣٠٠حديث (٤٠٠)، وأبوداود/ كتاب السنة/ باب في الحوض٤/٢٣٧حديث (٤٧٤٧)، والنسائي في الكبرى/كتاب افتتاح الصلاة/ باب قراءة بسم الله الرحمن الرحيم١/٣١٥حديث (٩٧٧)، وأحمد٣/١٠٢حديث (١٢٠١٥)، والبيهقي٢/٤٣حديث (٢٢٠٨)، ٢/٤٣حديث (٢٢٠٩)، وأبويعلى٧/٤١حديث (٣٩٥١)، وابن أبي شيبة٦/٣٠٥حديث (٣١٦٥٥).


الصفحة التالية
Icon