وعنه قال رسول الله - ﷺ - في قوله ﴿ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (٣٥) ﴾ (١) (عجائز كن في الدنيا عمشاً(٢)رمصاً(٣)) (٤).
ونحوها مما رواه أنس رضي الله عنه، عن رسول الله - ﷺ - من تفسير، وهذا يدل على اهتمام أنس وحرصه على أن يسمع تفسير معاني كتاب الله من فِي رسول الله - ﷺ -، كما أنه أدرك بعض الحوادث والوقائع التي نزلت فيها آيات القرآن.
ومعلوم "أن سبب النزول خير سبيل لفهم معاني القرآن وكشف الغموض الذي يكتنف بعض الآيات في تفسيرها ما لم يعرف سبب نزولها"(٥).
قال الواحدي: لا يحل القول في أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ووقفوا على الأسباب، وبحثوا عن علمها وجدوا في الطلب(٦).

(١) سورة الواقعة، الآية: ٣٥.
(٢) العمش: ضعف رؤية العين مع سيلان دمعها في أكثر أوقاتها. انظر لسان العرب٦/٣٢٠.
(٣) رمصاً: الرمص هوالبياض الذي تقطعه العين ويجتمع في زوايا الأجفان. انظر النهاية٢/٢٦٣.
(٤) أخرجه الترمذي/كتاب التفسير/ باب ومن سورة الواقعة ٥/٤٠٢حديث (٣٢٩٦) وقال: حديث غريب.
(٥) مباحث في علوم القرآن ٨٠.
(٦) أسباب النزول للواحدي١٢.


الصفحة التالية
Icon