وعن أنس، عن جابر - رضي الله عنه - : أن أصحاب رسول الله - ﷺ - شكوا إليه العطش فدعا بعُسّ(١) ودعا بماء فصب فيه ووضع رسول الله - ﷺ - كفه في العُس فقال: استقوا. فرأيت الماء ينبع عيوناً من بين أصابع رسول الله - ﷺ - حتى استقى الناس(٢).
وغيرها من الأحاديث، وقد صرح أنس بأنه لم يتلق كل ما رواه من النبي - ﷺ - مباشرة ففي المستدرك للحاكم أن أنساً حدث بحديث عن رسول الله - ﷺ - فقال رجل: أنت سمعته من رسول الله - ﷺ - ؟ فغضب غضباً شديداً وقال: والله ما كل ما نحدثكم به سمعناه من رسول الله - ﷺ - ولكن كان يحدث بعضنا بعضاً ولا يتهم بعضنا بعضاً(٣).
وقد تمكن خلال مدة إقامته في البصرة أن يكّون طبقة من العلماء يعدون من سادة علماء التابعين أمثال الحسن البصري وسليمان التيمي وثابت البناني، ومحمد بن سيرين، وأنس بن سيرين، وقتادة، وحميد الطويل وغيرهم.

(١) العُس: بضم العين وتشديد السين، القدح الكبير الضخم. انظر النهاية في غريب الأثر٣/٢٣٦، والديباج على مسلم٣/٩٥.
(٢) أخرجه أبويعلى٤/٨٢حديث (٢١٠٧)، وأحمد٣/٣٤٣حديث (١٤٧٣٨)، والطبراني في الأوسط٧/٦٠حديث (٦٨٤٨).
(٣) أخرجه الحاكم٣/٦٦٥حديث (٦٤٥٨)، والطبراني في الكبير١/٢٤٦حديث (٦٩٩)، وابن سعد في الطبقات٧/٢١، وذكره الهيثمي وقال: رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح١/١٥٣.


الصفحة التالية
Icon