المطلب الثالث: تفسيره القرآن باللغة العربية.
(نزل القرآن بلغة العرب وعلى أساليب بيانهم، فالعلم بأوضاع اللغة العربية ومعرفة أسرارها مما يعين على فهم الآيات، عن ابن عباس - رضي الله عنه - أنه قسم التفسير أربعة أقسام: قسم تعرفه العرب في كلامها، وقسم لا يعذر أحدٌ بجهالته، وقسم يعلمه العلماء خاصة، وقسم لا يعلمه إلا الله)(١).
فأما الذي تعرفه العرب فهوالذي يُرجع فيه إلى لسانهم، وذلك شأن اللغة والإعراب(٢).
قال مجاهد: ( لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالماً بلغات العرب)(٣).
وقد روي عن أنس - رضي الله عنه - ما يشهد لعلمه بلغات العرب، ومن ذلك تفسيره( القرء) بالحيض(٤)، وهوالمشهور في لغة العرب فقد سمى بعض العرب وقت مجيء الحيض قرءاً(٥).
المطلب الرابع: عنايتة بأسباب النزول.
إن مما يعين على فهم معاني آيات الكتاب الكريم العلم بأسباب النزول وما أحاط بالقرآن من ظروف وملابسات تعين على فهم كثير من الآيات.
قال الواحدي: (لا يمكن معرفة تفسير الآية وقصد سبيلها، دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها) (٦).
وقال ابن دقيق العيد: (بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني القرآن) (٧).
وقال ابن تيمية: (معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية؛ فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب) (٨).

(١) البرهان في علوم القرآن٢/١٦٤.
(٢) المرجع السابق٢/١٦٤.
(٣) مباحث في علوم القرآن٣٣١.
(٤) انظر الأثر رقم(٢٣).
(٥) تفسير الطبري٢/٥٣٣.
(٦) أسباب القرآن للواحدي/١٢.
(٧) الإتقان١/٩٠، والتفسير والمفسرون١/٦٣.
(٨) فتاوى ابن تيمية١٣/٣٣٩.


الصفحة التالية
Icon