ومن أمثلة اجتهاداته الفقهية ما جاء في قوله تعالى: ﴿ فَعِدَّةٌ مِنْ رضي الله عنQ$

ƒr& uچyzé& ﴾ قال: من أفطر فبرخصة الله، ومن صام فالصوم أفضل(١).

*... *... *
المطلب السادس: موقفه من أقوال أهل الكتاب.
لم يسأل الصحابة أهل الكتاب عن كل شيء، ولم يقبلوا منهم كل شيء، بل كانوا يسألون عن أشياء لاتعدوا أن تكون توضيحاً للقصة وبياناً لما أجمله القرآن منها، مع توقفهم فيما يُلقى عليهم، فلا يحكمون عليه بصدق أوكذب ما دام يحتمل كلا الأمرين، امتثالاً لقول الرسول - ﷺ - في الحديث الذي رواه أبوهريرة - رضي الله عنه - : كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله - ﷺ - (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا : آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم)(٢).
كما أنهم لم يسألوهم عن شيء مما يتعلق بالعقيدة أويتصل بالأحكام اللهم إلا إذا كان على جهة الاستشهاد لا الاعتقاد(٣).
وقد قسم العلماء أخبار بني إسرائيل وأقاويلهم على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما عُلم صحته من القرآن والسنة مما يشهد له بالصدق فذاك صحيح.

(١) انظر الأثر رقم(١٢).
(٢) أخرجه البخاري/ كتاب الإعتصام بالكتاب/ باب قول النبي - ﷺ - ( لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء)٦/٢٦٧٩حديث(٦٩٢٨)، كتاب التوحيد/ باب ما يجوز من تفسير التوراة وغيرها من كتب الله بالعربية وغيرها٦/٢٧٤٢حديث(٧١٠٣)، والنسائي في الكبرى/سورة العنكبوت٦/٤٢٦حديث(١١٣٨٧)، والبيهقي١٠/١٦٣حديث(٢٠٤٠٢).
(٣) التفسير والمفسرون١/١٨٠.


الصفحة التالية
Icon