وفي هذا القسم ورد قوله - ﷺ - ( بلغوا عني ولوآية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)(١).
قال ابن حجر في الفتح: (أي لا ضيق عليكم في الحديث عنهم؛ لأنه كان تقدم منه-صلى الله عليه وسلم- الزجر عن الأخذ عنهم والنظر في كتبهم، ثم حصل التوسع في ذلك، وكان النهي وقع قبل استقرار الأحكام الإسلامية، والقواعد الدينية خشية الفتنة، ثم لما زال المحذور وقع الإذن في ذلك لما في سماع الأخبار التي كانت في زمنهم من الاعتبار) (٢).
القسم الثاني: ما عُلم كذبه بما عندنا مما يخالفه. قال الشافعي: من المعلوم أن النبي - ﷺ - لا يجيز التحدث بالكذب فالمعنى حدثوا عن بني إسرائيل بما لا تعلمون كذبه، وأما ما تجوزونه فلا حرج عليكم في التحدث به عنهم(٣).
القسم الثالث: ما هومسكوت عنه لا من هذا ولا من ذاك فلا نؤمن به ولا نكذبه، وتجوز حكايته لما تقدم من الإذن في الرواية عنهم، ولعل هذا القسم هوالمراد بما رواه أبوهريرة، عن رسول الله - ﷺ - في الحديث السابق ( لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم)(٤).
(٢) انظر فتح الباري٦/٤٩٨.
(٣) انظر: فتح الباري/٤٩٩.
(٤) انظر: فتاوى ابن تيمية١٣/٣٦٦، والإسرائيليات والموضوعات١٠٨.