كما يلاحظ أن الذين نقلوا التفسير عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - وأكثروا من الرواية عنه هم تلاميذ مدرسة البصرة، أمثال قتادة بن دعامة السدوسي، وثابت بن أسلم البناني أبومحمد البصري، وحميد بن أبي حميد الطويل أبوعبيدة البصري، ومعاوية بن قرة المزني أبوإياس البصري، وبكر بن عبد الله المزني أبوعبد الله البصري، وعاصم بن سليمان الأحول أبوعبد الرحمن البصري، وخيثمة بن أبي خيثمة أبونصر البصري، والقاسم بن عثمان أبوالعلاء البصري، ويزيد بن درهم البصري، وشعيب بن الحبحاب البصري، وعبد العزيز بن صهيب البناني البصري، وأنس بن سيرين، وسليمان بن طرخان التيمي، وغيرهم.
والناظر أيضاً في بعض ما روي عنهم في التفسير يجد أن منها ما وافق أقوالاً لأنس بن مالك - رضي الله عنه - في التفسير، ومن الأمثلة على ذلك:
روي عن قتادة في قوله(;otچyft±x. طَيِّبَةٍ } قال: كنا نحدث أنها النخلة(١).
وروي عنه في قوله($uZù=yèy_ur بَيْنَهُمْ $Z)خ/ِq¨B) قال: وادياً في جهنم(٢).
وروي عن الحسن البصري في تفسيره لقوله تعالى(àM"oY|ءَsكJّ٩$#ur مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ( قال: إذا كان لها زوج فبيعها طلاقها(٣).
وروي عنه في قوله(ںwur جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ ) قال: الجنب يمر بالمسجد ولا يقعد فيه(٤).
كما احتج الإمام أبوحنيفة في مواضع كثيرة على تقدير الحيض وغيره بمذهب أنس ابن مالك - رضي الله عنه - مقلداً له(٥)، والله أعلم.

(١) انظر تفسير الطبري١٣/٢٤٤، وانظر قول أنس - رضي الله عنه - في الآية في الأثر رقم(٨٩)
(٢) انظر تفسير ابن كثير٤/٢٢٤، وانظر قول أنس - رضي الله عنه - في الآية في الأثر رقم(١٠٨)
(٣) انظر تفسير الطبري٥/٧، وانظر قول أنس - رضي الله عنه - في الآية في الأثر رقم(٥٠)
(٤) المرجع السابق٥/١١٩، وانظر قول أنس - رضي الله عنه - في الآية في الأثر رقم(٥٣)
(٥) انظر البحر المحيط للزركشي٦/٢١٣


الصفحة التالية
Icon