استمرت حكومة الجهاورة تنشر الأمن والطمأنينة لسنوات كثيرة، وكانت تستند في ذلك على مجلس شورى مكون من خيرة الرجال.
واستمرت هذه الحكومة إلى أن تم ضم قرطبة إلى بني عباد في إشبيلية عام ٤٦١ه‍(١). وهكذا انتهت دولة بني جهور بقرطبة، بعد أن لبثت أربعين عاماً، وكانت أول دولة تسقط من دول الطوائف الرئيسة(٢).
هذه أبرز ملامح الحياة السياسية في الفترة التي عاش فيها ابن بطال - رحمه الله - وهي كما نراها مليئة بالفتن والاضطرابات، وقيام دول، وسقوط أخرى ولاشك أن مثل هذا الوضع يؤثر على حياة الناس، لكن مع هذه الظروف الصعبة ظهر ابن بطال وبرز في العلم غير مبالٍ بما يحصل حوله من اضطراب.
ثانياً : الحالة الاجتماعية:
يمكن توصيف الحالة الاجتماعية في العصر الذي عاش فيه ابن بطال على النحو التالي:
أولاً: كان المجتمع الأندلسي يضم فئات من الناس مختلفة الأجناس؛ لأن الأندلس كانت مأوى لهم وكان الناس يجدون فيها ما يريدون سواء من كان منهم يريد التجارة، أو من كان منهم يريد العلم، أومن كان منهم يريد العيش الآمن خصوصاً مع وجود الخلافة الإسلامية التي كانت تحفظ للناس حقوقهم حسب الشريعة الإسلامية.

(١) انظر: التاريخ الأندلسي (٣٢٣).
(٢) انظر: دول الطوائف (٢٩).

والقول الأول هو الراجح؛ لأن الأخبار تظاهرت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نساءه كنّ يرجلنه وهو معتكف، قالت عائشة - رضي الله عنها -: "كان النبي - ﷺ - يُخرِج إلىّ رأسه من المسجد وهو مجاور، فأغسله وأنا حائض"( ).
فلما صحت هذه الأخبار بينت معنى الآية، وأن المراد بالمباشرة بعض معانيها دون البعض الآخر؛ لأن الترجيل لابد أن تكون معه مماسة للبدن، فأصبح معنى المباشرة هنا الجماع، أو ما قام مقام الجماع مما يوجب غسلاً، وتكون هذه الأخبار مخصصه لعموم الآية( ). والله أعلم.
قال تعالى: ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟•؟•؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟•؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ (البقرة: ٢١٩).
٩/٩ قال ابن بطال -رحمه الله-: "اختلف السلف في تأويل قوله تعالى: ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فرُوي عن أكثر السلف أن المراد بذلك: صدقة التطوع" ا. هـ.
(٧/٥٢٨).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة :
اختلف المفسرون في معنى العفو في قوله تعالى: ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ على أقوال:
القول الأول : إن معناه : الفضل، وممن قال به: ابن عباس -رضي الله عنهما-، وقتادة، وعطاء، والسدي، والحسن( )، وغيرهم( ).
القول الثاني : إن معناه : ما كان عفواً لا يبين على من أنفقه أوتصدق به، وممن قال بذلك: ابن عباس - رضي الله عنهما -، وطاووس( ).
القول الثالث : إن معناه : الوسط من النفقة، ما لم يكن إسرافاً ولا إقتاراً، وممن قال به: الحسن، وعطاء( ).
القول الرابع : إن معناه : ما أتى به المرء، قليلاً كان أو كثيراً، قال به: ابن عباس -رضي الله عنهما-( ).
المسألة الأولى : معنى المُحصَنات في قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ دM"sY|ءَsكJّ٩$# ﴾ وأن المراد بهن هنا العفائف الحرائر المسلمات، والقول كما قال ابن بطال، فقد قال المفسرون بهذا المعنى، قال البغوي: "المحصنات يعني: المسلمات الحرائر العفائف" ا. هـ.(١)، وكذا قال غيره من المفسرين(٢).
المسألة الثانية : الإجماع على أن الآية عامة في الرجال والنساء، وأن من قذف رجلاً كمن قذف امرأة، والقول كما قال ابن بطال هنا، قال الجصاص: "قد خص الله تعالى المحصنات بالذكر، ولا خلاف بين المسلمين أن المحصنين مرادون بالآية، وأن الحد واجب على قاذف الرجل المحصن كوجوبه على قاذف المحصنة" ا. هـ(٣)، وقد نقل هذا الإجماع غير واحد من المفسرين(٤).
d ﴿ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا ٤س®Lxm يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ ¾د&ح#ôزsù وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ ِNçGôJد=tو ِNخkژدù #[ژِچyz وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ وَلَا (#qèdحچُ٣è؟ فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ tbôٹu'r& $YYگءutrB لِتَبْتَغُوا uعuچtم دo٤quٹutù:$# الدُّنْيَا وَمَنْ £`'gdحچُ٣مƒ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ £`خgدd¨uچّ. خ) غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾
(النور: ٣٣).
(١) انظر: معالم التنزيل (٣/٢٧٤).
(٢) انظر: جامع البيان (٩/٢٦٥)، والمحرر الوجيز (١٣٤٦)، وأحكام القرآن لابن العربي (٣/٢٨٦)، والجامع لأحكام القرآن (١٢/١٥٥)، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (٦/٢٤٦٥)، وفتح القدير للشوكاني (٤/٨).
(٣) انظر: أحكام القرآن للجصاص (٣/٣٤٨).
(٤) انظر: المحرر الوجيز (١٣٤٦)، والجامع لأحكام القرآن (١٢/١٥٥)، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير
(٦/٢٤٦٥)، وفتح القدير للشوكاني (٤/٨)، وأضواء البيان (٦/٨٩)، والإجماع في التفسير (٣٥٢).

١١٩- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة، جمع وليد الزيري وآخرون، ط الأولى ١٤٢٤ه‍، صادرة عن مجلة الحكمة – بريطانيا.
١٢٠- الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز وما فيه من الفرائض والسنن، لأبي عبيد القاسم بن سلام، تحقيق: محمد المديفر، الطبعة الثانية ١٤١٨ه‍/١٩٩٧م، مكتبة الرشد – الرياض.
١٢١- الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم، لابن العربي، تحقيق: عبد الكبير العلوي، المملكة المغربية، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ١٤٠٨ه‍/١٩٨٨م.
١٢٢- الناسخ والمنسوخ في كتاب الله عز وجل واختلاف العلماء في ذلك، للنحاس، تحقيق: سليمان اللاحم، ط الأولى ١٤١٢ه‍/١٩٩١م، مؤسسة الرسالة – بيروت.
١٢٣- النشر في القراءات العشر، لابن الجزري، أشرف عليه: علي محمد الطباع.
١٢٤- النكت والعيون، لأبي الحسن الماوردي، تحقيق: السيد بن عبد المقصود، دار الكتب العلمية – بيروت.
١٢٥- النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، اعتنى به: رائد بن أبي علفة، بيت الأفكار الدولية – عمان.
١٢٦- النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى، لمحمد الحمود النجدي، ط الثانية ١٤١٧ه‍، مكتبة الإمام الذهبي - الكويت، دار ابن الجوزي – الدمام.
١٢٧- النوادر والزيادات على ما في المدونة وغيرها من الأمهات، لابن أبي زيد القيرواني، تحقيق: د. عبد الفتاح الحلو، ط الأولى ١٩٩٩م، دار الغرب الإسلامي – بيروت.
١٢٨- الوافي بالوفيات، للصفدي، فرانز شتايز بقسبادن، دار النشر، ١٣٨١ه‍.
١٢٩- الوجوه والنظائر في القرآن الكريم، د. سليمان القرعاوي، ط الأولى ١٤١٠ه‍، مكتبة الرشد – الرياض.
١٣٠- الوجوه والنظائر، للدامغاني، تحقيق: فاطمة الخيمي، ط الأولى ١٤١٩ه‍، مكتبة الفارابي – دمشق.
١٣١- الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، للواحدي، تحقيق: صفوان داوودي، ط الأولى ١٤١٥ه‍، دار القلم – دمشق، والدار الشامية – بيروت.
تفسير قوله تعالى: ﴿ ںw "ح'ô‰s؟ ¨@yès٩ ©!$# ك^د‰ّtن† y‰÷èt/ y٧د٩¨sŒ #XچّBr& ﴾... ٣٦٣
تفسير قوله تعالى: ﴿ 'د"¯"©٩$#ur َOs٩ z`ôزدts† ﴾... ٣٦٤
تفسير سورة التحريم... ٣٦٥-٣٦٦
تفسير قوله تعالى: ﴿ bخ) !$t/qçGs؟ 'n<خ) "!$# ô‰s)sù ôMtَ|¹ $yJن٣ç/qè=è% ﴾... ٣٦٦
تفسير سورة القلم... ٣٦٧-٣٦٩
تفسير قوله تعالى: ﴿ ôMyst٦ô¹r'sù ؤNƒخژ¢ا٩$%x. ﴾... ٣٦٨-٣٦٩
تفسير سورة المزمل... ٣٧٢-٣٧٨
تفسير قوله تعالى: ﴿ ¨bخ) spy¥د©$tR ب@ّ‹©٩$# ﴾'دd '‰x©r& $Z"ôغur مPuqّ%r&ur ¸x‹د% }... ٣٧٣-٣٧٥
تفسير قوله تعالى: ﴿ zOد=tو br& `©٩ çnqفءّtéB ﴾... ٣٧٦
تفسير قوله تعالى: ﴿ (#râنuچّ%$$sù $tB uژœ£uٹs؟ çm÷ZدB ﴾... ٣٧٧-٣٧٨
تفسير سورة القيامة... ٣٧٩-٣٨٠
تفسير قوله تعالى: ﴿ ¨bخ) $uZّٹn=tم ¼çmyè÷Hsd ¼çmtR#uنِچè%ur ﴾... ٣٨٠
تفسير سورة عبس... ٣٨١-٣٨٢
تفسير قوله تعالى: ﴿ بe@ن٣د٩ ›حگِD$# ِNهk÷]دiB ٧‹ح´tBِqtƒ ×bù'x© دmٹدZَّمƒ ﴾... ٣٨٢
تفسير سورة البروج... ٣٨٣-٣٨٤
تفسير قوله تعالى: ﴿ ِ@t/ uqèd ×b#uنِچè% س‰‹إg¤رحمه الله اثتب 'خû ٨yِqs٩ ¤âqàےّt¤رحمه الله ﴾... ٣٨٤
تفسير سورة الفجر... ٣٨٥-٣٨٧
تفسير قوله تعالى: ﴿ yٹqكJrOur tûïد%©!$# (#qç/%y` uچ÷‚¢ء٩$# دٹ#uqّ٩$$خ/ ﴾... ٣٨٦
تفسير قوله تعالى: ﴿ uن!%y`ur y٧ڑ/u' à٧n=yJّ٩$#ur $yے|¹ $yے|¹ ﴾... ٣٨٧
تفسير سورة التين... ٣٨٨-٣٩٠
تفسير قوله تعالى: ﴿ ¢OèO çm"tRôٹyٹu' ں@xےَ™r& tû، ح#دے"y™ ﴾... ٣٨٩-٣٩٠
تفسير سورة التكاثر... ٣٩١-٣٩٢
تفسير قوله تعالى: ﴿ ¢OèO £`è=t"َ،çFs٩ >‹ح³tBِqtƒ ا`tم ةOٹدè¨Z٩$# ﴾... ٣٩٢
تفسير سورة الناس... ٣٩٣-٣٩٤
تفسير قوله تعالى: ﴿ إ٧د=tB ؤ¨$¨Y٩$# ﴾... ٣٩٤
الخاتمة... ٣٩٥-٣٩٧
الفهارس العامة... ٣٩٨-٤٦٠
فهرس الآيات القرآنية... ٤٠٠-٤١٥
فهرس القراءات... ٤١٦
فهرس الأحاديث النبوية... ٤١٧-٤١٩
فهرس الآثار... ٤٢٠
فهرس الأعلام المترجم لهم... ٤٢١-٤٢٢
فهرس الأشعار... ٤٢٣
فهرس الفرق والقبائل والمذاهب... ٤٢٤
فهرس الأماكن والبلدان... ٤٢٥


الصفحة التالية
Icon