٣. كتاب "الاعتصام" في الحديث(١).
٤. كتاب "الأحكام"(٢).
هذا ما ذُكِر من مؤلفات ابن بطال وكما هو ملاحظ أن أشهرها هو "شرح الصحيح" وهو الموجود، وأما باقي الكتب فإنها مفقودة. والله أعلم.
ثانياً : وفاته :
قيل: إن ابن بطال - رحمه الله - توفي عام ٤٤٤ه‍وهذا قال به القاضي عياض(٣) وغيره(٤).
وقيل: إنه توفي عام ٤٤٩ه‍وهذا قال به أكثر من ترجم له كابن بشكوال(٥)، والذهبي(٦)، وابن فرحون(٧)، وغيرهم(٨). وهذا القول هو الراجح لأمرين:
أولهما: لأنه قول الأكثر ممن ترجم لابن بطال ولا شك أن الأكثرية لها اعتبار عند الترجيح.
ثانيهما: أن فيها تحديد اليوم والشهر والسنة وهذا لا شك أنه يدل على الدقة في النقل مما يزيد هذا القول قوة، وفي هذا قال ابن بشكوال: "وقرأت بخط أبي الحسن المقرئ أنه - أي ابن بطال - توفي ليلة الأربعاء وصُلِّي عليه عند صلاة الظهر آخر يوم من صفر سنة تسع وأربعين وأربعمائة" ا. ه‍(٩) والله أعلم.
الفصل الثاني : منهجه في التفسير، وفيه أحد عشر مبحثاً :
المبحث الأول : تفسير القرآن بالقرآن.
المبحث الثاني : تفسير القرآن بالسنة.
المبحث الثالث : تفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين.
المبحث الرابع : تفسير القرآن بأقوال أهل اللغة.
المبحث الخامس : منهجه في تفسير آيات الاعتقاد.
المبحث السادس : موقفه من الإسرائيليات.
المبحث السابع : منهجه في الاستنباط.

(١) انظر: شجرة النور الزكية (١١٥)، ومعجم المؤلفين (٧/٨٧). وهو في عداد المفقود.
(٢) انظر: المعيار المعرب للونشريسي (٦/٥٢٩). وهو في عداد المفقود.
(٣) انظر: ترتيب المدارك (٨/١٦٠).
(٤) انظر: شجرة النور الزكية (١١٥).
(٥) انظر: الصلة (٢/٤١٤).
(٦) انظر: سير أعلام النبلاء (١٨/٤٧).
(٧) انظر: الديباج المذهب (٢/٩٦).
(٨) انظر: الأعلام (٤/٢٨٥)، ومعجم المؤلفين (٧/٨٧)، وشذرا ت الذهب (٢/٢٨٣).
(٩) انظر: الصلة (٢/٤١٤).

١٨/١٨ قال ابن بطال -رحمه الله-: "وتأول جماعة من الصحابة والتابعين في قوله تعالى: ؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ أنها: القرآن( )، وتأولوا في قوله تعالى: ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ (آل عمران: ١٦٤). أنها: السنة( ) التي سنها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بوحي من الله. وكلا التأويلين صحيح وذلك أن القرآن حكمة أحكم الله فيه لعباده حلاله وحرامه، وبين لهم فيه أمره ونهيه.
وكذلك سنن رسول الله -صلى الله عليه وسلم– حكمة، فَصَل فيها بين الحق والباطل، وبينت لهم مجمل القرآن، ومعاني التنزيل، والفقه في الدين، فهو كتاب الله وسنة نبيه -عليه السلام- فالمعنى واحد وإن اختلفت الألفاظ" ا. هـ (١/١٦١)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة :
أشار ابن بطال هنا إلى جواز إطلاق الحكمة على القرآن( )، والسنة( )، وأن المعنى الذي صار به كل من الوحيين حكمة موجود في الآخر؛ وهو بيان الفقه في الدين، وهذا قول
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيح، وقد وافق ابن بطال على هذا القول بعض المفسرين، قال ابن عطية: ".... وكتاب الله حكمة، وسنة نبيه – ﷺ – حكمة" ا. هـ( ).
قال تعالى: ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟•؟•؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟ (البقرة: ٢٧٣).
١٩/١٩ قال ابن بطال -رحمه الله-: "اختلف المفسرون في تأويل قوله تعالى: ؟ ؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟•؟•؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ فقيل: يسألون ولا يُلحِفون في المسألة، وقيل: إنهم لا يسألون الناس أصلاً.
وقال - عليه السلام - لعائشة - رضي الله عنها- حين حضرت زفاف امرأة إلى رجل من الأنصار: "يا عائشة ما كان معكم لهو؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو"(١).
فدلت هذه الآثار على ما دلت عليه الآية، من أن يسير الغناء واللهو الذي لا يصد عن ذكر الله وطاعته، مباح" ا. هـ. (٩/٧١).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة :
أشار ابن بطال هنا إلى مسألتين:
المسألة الأولى : معنى لهو الحديث في قوله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ "خژyIô±tƒ لَهْوَ الْحَدِيثِ ﴾ وقد اختلف المفسرون في معنى لهو الحديث في هذه الآية على أقوال:
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القول الأول : إن لهو الحديث هنا المراد به: الغناء، وممن قال بذلك: ابن عباس - رضي الله عنهما -، وابن مسعود، ومجاهد(٢)، وغيرهم(٣)، وهو الذي اختاره ابن بطال هنا.
القول الثاني : إن المراد بلهو الحديث هنا: الطبل، وممن قال بذلك: مجاهد(٤).
القول الثالث : إن المراد بلهو الحديث هنا: الشرك، وممن قال بذلك: الضحاك، وابن زيد(٥).
والراجح في معنى هذه الآية أنها على العموم، فكل ما ألهى من الحديث عن سبيل الله فهو محرَّم ويدخل في ذلك الغناء، والشرك، وغيرهما من الملهيات.
(١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب النكاح، باب النسوة التي يُهدين المرأة إلى زوجها ودعائهن بالبركة،
ح(٥١٦٢).
(٢) رواه عنهما ابن جرير في جامع البيان (١٠/٢٠٣-٢٠٤)، وانظر: الدر المنثور (٦/٤٤٣-٤٤٧).
(٣) انظر: المصدرين السابقين.
(٤) رواه عنه ابن جرير في جامع البيان (١٠/٢٠٤)، وانظر: زاد المسير (١٠٩٩).
(٥) رواه عنهما ابن جرير في جامع البيان (١٠/٢٠٤)، وانظر: زاد المسير (١٠٩٩).


الصفحة التالية
Icon