قول ابن بطال - رحمه الله -: "قال كثير من أهل التأويل في قوله تعالى: ﴿ مَنْ يَعْمَلْ #[نûqك™ u"ّgن† بِهِ ﴾ معناه: أن المسلم يُجزَى بمصائب الدنيا فتكون له كفارة، رُوي هذا عن أُبي بن كعب، وعائشة - رضي الله عنهما-، ومجاهد. ورُوي عن الحسن، وابن زيد أنه: في الكفار خاصة.
وحديث عائشة، وأبي سعيد، وأبي هريرة - رضي الله عنهم- يشهد بصحة القول الأول" ا. هـ(١)
وقوله أيضاً - رحمه الله-: "وقال أهل التأويل في قوله تعالى: ﴿ مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً ZpuZ|،xm ﴾ يعني في الدنيا ﴿ يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا ﴾ في الآخرة. وقال مجاهد وغيره: نزلت هذه الآية في شفاعة الناس بعضهم لبعض، وقيل في الآية أقوال أُخَر؛ قيل: الشفاعة الحسنة الدعاء للمؤمنين، والسيئة الدعاء عليهم، وكانت اليهود تدعو عليهم، وقيل: هو في قول اليهود: السام عليكم، وقيل معناه: من يكن شفيعاً لصاحبه في الجهاد يكن له نصيبه من الأجر، ومن يكن شفيعاً لآخر في باطل يكن له نصيبه من الوزر............
والقول الأول أشبه بالحديث وأولاها بتأويل الآية" ا. هـ(٢)
وقوله أيضاً - رحمه الله -: "ذكر أهل التفسير في تأويل قوله تعالى: ﴿ (#râنuچّ%$$sù مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ﴾ قالوا: ثلاث آيات فصاعداً، ويقال: أقصر سورة في القرآن كما قال ابن شبرمة. وقوله عليه السلام: ((من قرأ بالآيتين من سورة البقرة كفتاه)) نص في أن قارئ الآيتين داخل في معنى قوله تعالى: ﴿ (#râنuچّ%$$sù مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ﴾ " ا. هـ(٣)
رابعاً: بيانه أن السُنَّة قد بينت مجمل الآية، أو خصصت عمومها، وهذا كثير الاستعمال عنده، ومن الأمثلة على ذلك:

(١) انظر: الموضع رقم (٣٤).
(٢) انظر: الموضع رقم (٣١).
(٣) انظر: الموضع رقم (١٤٢).

والدليل على صحة هذا القول حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قام فينا رسول الله - ﷺ - فذكر الغلول( ) فعظَّمه وعظَّم أمره، قال: "لا ألفين( ) أحدكم يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء( )، على رقبته فرس له حمحمة( ) يقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك، وعلى رقبته بعير له رغاء( ) يقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك، وعلى رقبته صامت( ) فبقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك، على رقبته رقاع( ) تخفق فيقول: يا رسول الله أغثني فأقول: لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك"( )، فهذا الحديث واضح الدلالة على أن الغال يأتي يوم القيامة بالشيء الذي غله مُعلَّق على رقبته ليكون أبلغ في فضيحته، فيكون الحديث مفسِّراً للآية الكريمة( )، ويكون هذا من باب تفسير القرآن بالسنة وهو من أقوى أنواع التفسير. والله أعلم.
؟ ؟ ؟؟؟؟ •؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟ ؟؟•؟؟؟؟؟ ؟؟•؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟ (آل عمران: ١٨٠).
٢٣/٤ قال ابن بطال -رحمه الله-: "وتأول مسروق( ) في قوله تعالى: ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟ ؟ قال: هو الرجل يرزقه الله المال فيمنع قرابته صلته فيُجعَل حية يُطوَّقها( )، وأكثر العلماء على أن ذلك في الزكاة المفروضة، ولا حق عندهم في المال سوى الزكاة.. والزكاة لا يفهم منها إلا زكاة الفرض، وقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم- قوله تعالى: ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ أنه جاء في مانع الزكاة. وفي الحديث( ) خلاف تأويل مسروق، وقد انتزع ابن مسعود رضي الله عنه بهذه الآية في مانع الزكاة أيضاً( )" ا. هـ
(٣/٤٠٢).
المعنى الثاني : إيذاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾، وقال: إن المراد إيذاء أولياء الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهذا فيه بُعد، ولم أجد من المفسرين من قال بذلك، وإن كان يريد أن أذية أولياء الرسول وأصحابه هي من أذية الرسول - صلى الله عليه وسلم- فهذا وجيه. والله أعلم.
والمعنى الصحيح في أذية الرسول -صلى الله عليه وسلم-: التعرض بما يؤذيه من الأقوال في غير معنى واحد(١)، ومن الأفعال أيضاً(٢)، كما قال ذلك جمع من المفسرين(٣).
سورة سبأ
d ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ (#rمژy٩ُ٣tFَ™$# بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ !$sYtRrمچمBù's؟ أَنْ uچàےُ٣¯R بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا أَسَرُّواur النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ tb÷ru"ّgن† إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ (سبأ: ٣٣).
١٠٨/١ قال ابن بطال -رحمه الله-:".. قوله تعالى: ﴿ بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ﴾ والمعنى: بل مكرهم في الليل والنهار" ا. هـ. (١٠/٥٥٨).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة :
ذهب ابن بطال إلى ما ذهب إليه أهل التفسير في معنى قوله تعالى: ﴿ بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ﴾.
(١) هناك من قال: المقصود بهذه الأذية : الذين طعنوا في تزويجه -صلى الله عليه وسلم- صفية بنت حيي بن أخطب، وهناك من قال: إن الأذية هنا الطعن في تأمير أسامة، وقيل غير ذلك. انظر: جامع البيان (١٠/٣٣٠)، والكشاف (٨٦٤)، والمحرر الوجيز (١٥٢٣).
(٢) انظر: المحرر الوجيز (١٥٢٣).
(٣) انظر: التسهيل لعلوم التنزيل (٢/١٥٨)، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (٦/٢٨٦٠)، وفتح القدير للشوكاني (٤/٣٧٨)، ومحاسن التأويل (٥/٥٤٠)، وتيسير الكريم الرحمن (٦١٨).


الصفحة التالية
Icon