قول ابن بطال - رحمه الله -: "ومما يدل على جواز سعي المكاتب وسؤاله أن بريرة ابتدأت بالسؤال، ولم يقل النبي - صلى الله عليه وسلم-: هل لها مال أ وعمل أو كسب، ولو كان واجباً لسأل عنه ليقع حكمه عليه؛ لأنه بُعث - ﷺ - معلِّماً، وهذا يدل أن من تأول في قوله تعالى: ﴿ إِنْ ِNçGôJد=tو ِNخkژدù #[ژِچyz ﴾ أن الخير: المال، ليس بالتأويل الجيد، وأن الخير المذكور في الآية هو: القوة على الاكتساب مع الأمانة، وقد يكتسب بالسؤال" ا. هـ(١)
سابعاً: التفسير المباشر للقرآن بالسنة، وهذا كثير الاستعمال عنده، ومن الأمثلة على ذلك:
قول ابن بطال - رحمه الله -: "وهذا الحديث يفسر قوله تعالى: ﴿ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ أنه: يأتي يحمله على رقبته؛ ليكون أبلغ في فضيحته، وليتبين للأشهاد جنايته، وحسبك بهذا تعظيماً لإثم الغلول وتحذير أمته" ا. هـ(٢)
وقوله أيضاً - رحمه الله -: "هذا الحديث تفسير لقوله تعالى: ﴿ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ﴾ والمراد منه غسل الأرجل لا مسحها" ا. هـ(٣)
وقوله أيضاً - رحمه الله -: "قوله عليه السلام: "الملائكة تصلي على أحدكم مادام في مصلاه" تفسير لقوله تعالى: ﴿ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا ﴾ يريد المصلين، والمنتظرين للصلاة، ويدخل في ذلك من أشبههم في المعنى، ممن حبس نفسه على أفعال البِرِّ كلها. والله أعلم" ا. هـ(٤)
وقوله أيضاً - رحمه الله -: "فهذان الحديثان يفسران آيات التنزيل، فكأنه قال تعالى: ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ ﴾ وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ $tRِژœ£o" الْقُرْآَنَ ح چّ. دe%#د٩ فَهَلْ مِنْ ٩چد.£‰-B ﴾ (القمر: ١٧)، إذا تُعوهِد وقُرئ أبداً وتُذكِّر" ا. هـ(٥)

(١) انظر: الموضع رقم (٩٩).
(٢) انظر: الموضع رقم (٢٢).
(٣) انظر: الموضع رقم (٣٨).
(٤) انظر: الموضع رقم (١١٩).
(٥) انظر: الموضع رقم (١٤٣).

•؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟•؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟•؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟ (النساء: ٢٥).
٢٥/٢ قال ابن بطال -رحمه الله-: "فال تعالى: ؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ يعني: الجلد؛ لأن الرجم لا يتنصف" ا. هـ
(٦/٢٨٣).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة :
ذهب ابن بطال إلى ما ذهب إليه أهل التفسير أن معنى العذاب في قوله تعالى: ؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ هو: الجلد، وممن قال: بذلك ابن عباس -رضي الله عنهما-، وقتادة( )، وغيرهما( )، وكذا قال أهل التفسير ممن جاء بعدهم( ).
قال ابن كثير: "وقوله تعالى: ؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ يدل على أن المراد من العذاب، الذي يمكن تنصيفه وهو: الجلد لا الرجم" ا. هـ( )
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقال الشوكاني: ".. والمراد بالعذاب هنا الجلد.." ا. هـ( )
فيكون المعنى: أن الأمَة إذا زنت بعد أن أُحصِنَت فعليها نصف حد الحرة..( )
؟ ؟ ؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ (النساء: ٣١).
والقول الراجح هو القول الأول؛ لأنه أصح في العربية؛ ولأنه أيضاً قول أكثر المفسرين(١).
قال النحاس: ".. إلا أن القول الأول -وهو أن العمل الصالح يرفع الكلم الطيب- أولاها وأصحها لعلو من قال به، وأنه في العربية أولى، لأن القراء على رفع العمل، ولو كان المعنى: والعمل الصالح يرفعه الله، أو والعمل الصالح يرفعه الكلم الطيب، لكان الاختيار نصب العمل.." ا. هـ.(٢)
قال تعالى: ﴿ وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا فV¨uqّBF{$# إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾ (فاطر: ٢٢).
١١١/٣ قال ابن بطال - حمه الله -: "قوله -عليه السلام- في الميت: (.. إنه ليسمع قرع نعالهم)(٣) يبين قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾ أنه على غير العموم(٤)" ا. هـ. (٣/٣٢٠).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة :
(١) انظر: جامع البيان (١٠/٣٩٨)، ومعالم التنزيل (٣/٤٨٩)، وأحكام القرآن لابن العربي (٤/١٧)، وتفسير أبي مظفر السمعاني (٤/٣٤٩)، والجامع لأحكام القرآن (١٤/٢٨٩).
(٢) انظر: معاني القرآن للنحاس (٥/٤٤٢).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجنائز، باب الميت يسمع خفق النعال، ح(١٣٣٨).
(٤) فيكون المعنى: فإنك لا تُسمع الموتى بطاقتك وقدرتك ؛ إذ كان خالق السمع غيرك، ولكن الله هو الذي يُسمعهم، وقيل: فإنك لا تُسمع الموتى إسماعاً ينتفعون به؛ لأنهم قد انقطعت عنهم الأعمال، فكما أن الموتى لا ينتفعون بهذا السماع فكذلك هؤلاء الكفار لا ينتفعون بهذا الحق الذي يسمعونه، فليس المقصود نفي مطلق السماع، والله أعلم. انظر: تهذيب الآثار (١/٢٦٠-٢٦١)، وقد أشار بعض المفسرين إلى هذه المعاني، انظر: البحر المحيط (٧/٢٩٥)، وأضواء البيان ( ٦/٤٢٠)، وتيسير الكريم الرحمن (٦٣٤).


الصفحة التالية
Icon