أشار ابن بطال - رحمه الله - من خلال أقواله في التفسير إلى بعض ما يتعلق بعلوم القرآن، مع التفاوت في ذلك، حيث أن بعضها يشير إليه إشارة مرة واحدة، وبعضها يكثر منه، ويمكن تلخيص منهجه في ذلك من خلال الآتي:
أولاً : يذكر القراءات، خصوصاً عندما يكون لها أثر في المعنى، وهو لا يعزوها في الغالب، ولكن يوجه معناها، ومن الأمثلة على ذلك:
قول ابن بطال -رحمه الله-: "وأمّا قول الفراء من قرأ ﴿ چح !$t٦ں٢ ﴾ فالمراد بها كبير الإثم وهو الشر، فهذا خلاف ما ثبت في الآثار وذلك أن في حديث أبي بكرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر فذكر الشرك وعقوق الوالدين وكان متكئاً فجلس وقال: ألا وقول الزور))، فما زال يقولها حتى قلت: ليته سكت"، وفي حديث ابن مسعود- رضي الله عنه - "قلت: يا رسول الله، أي الذنب أعظم؟ قال: ((أن تجعل لله نداً وهو خلقك، وأن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك، وأن تزاني بحليلة جارك)) فجعل عليه السلام في حديث أبي بكرة قول الزور وعقوق الوالدين من أكبر الكبائر، وجعل في حديث ابن مسعود أن يقتل ولده خشية أن يأكل معه، والزنا بحليلة جاره من أعظم الذنوب، فهذا يرد تأويل الفراء أن كبائر يراد بها كبير وهو الشرك خاصة. ولو عُكِس قول الفراء فقيل له من قرأ (كبير الإثم) فالمراد به كبائر كان أولى في التأويل بدليل هذه الآثار الصحاح، وبالمتعارف المشهور في كلام العرب، وذلك أنه يأتي لفظ الواحد يراد به الجمع كقوله تعالى: ﴿ ِNن٣م_حچّƒن† طِفْلًا ﴾ (غافر: ٦٧) وقوله تعالى: ﴿ لَا ن-حhچxےçR بَيْنَ ٧‰xmr& مِنْ ¾د&ح#ك™o' ﴾ (البقرة: ٢٨٥). والتفريق لا يكون إلا بين اثنين فصاعداً، والعرب تقول: فلان كثير الدينار والدرهم، يريدون الدنانير والدراهم" ا. هـ(١)
وقوله أيضاً - رحمه الله -: "وقرأ نافع ((محفوظٌ)) بالرفع من نعت ((قرآن)) المعنى: بل هو قرآن مجيد محفوظ في لوح.

(١) انظر: الموضع رقم (٢٦).

وقال القرطبي: "وهو هنا خاص بالذبائح عند كثير من أهل العلم بالتأويل" ا. هـ.( )
وكذا قال غيرهم من أهل التأويل( ).
؟ ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ (المائدة: ٦).
٣٨/٣ قال ابن بطال -رحمه الله-: "هذا الحديث( ) تفسير لقوله تعالى: ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ والمراد منه غسل الأرجل لا مسحها" ا. هـ.
.............................. (١/٢٥٥).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة :
أشار ابن بطال -رحمه الله- هنا إلى معنى مسح الأرجل في قوله تعالى: ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ وأن المراد به غَسْل الأرجل لا مسحها.
وللعلماء في هذه المسألة قولان:
القول الأول: إن المراد بهذه الآية مسح الأرجل لا غسلها، واستدلوا على ذلك بأدلة منها:
قراءة الخفض في قوله تعالى: (وأرجلِكم)؟؟بكسر اللام( )، وقالوا: معطوفة على المسح المذكور في الآية، فيكون المعنى وامسحوا أرجلكم.
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وممن قال بذلك: ابن عباس - رضي الله عنهما-، وأنس، والشعبي( )، غيرهم( )، وهو قول الشيعة( ).
١٢٣/١ قال ابن بطال - رحمه الله -: "يحتمل أن يكون عنى بقوله - ﷺ -: (فكأنما وتر أهله وماله)(١) أي نقص ذلك وأُفرد منه، من قوله تعالى: ﴿ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ﴾ أي: لن ينقصكم " ا. هـ............. (٢/١٧٦).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة :
ذهب ابن بطال إلى ما ذهب إليه أهل التفسير، أن معنى قوله تعالى: ﴿ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ﴾ أي: لن ينقصكم أعمالكم، وممن قال ذلك: ابن عباس - رضي الله عنهما -، ومجاهد، وقتادة(٢)، وغيرهم(٣).
قال الزجاج: "وقوله عز وجل: ﴿ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ﴾ أي: لن ينقصكم شيئاً من ثوابكم" ا. هـ(٤)، وقال بهذا القول جمع من أهل التفسير(٥).
سورة الفتح
d ﴿ هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ د‰إfَ،yJّ٩$# دQ#uچyغّ٩$# وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ tbqمZدB÷s-B ضن!$|، دSur ×M"uZدB÷s-B لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ ں@½zô‰م‹دj٩ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ (#qè=

ƒu"s؟ لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ (الفتح: ٢٥).

(١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب مواقيت الصلاة، باب إثم من فاتته صلاة العصر، ح (٥٥٢)، ومسلم في صحيحه، كتاب المساجد، باب التغليظ في تفويت صلاة العصر، ح (٦٢٦).
(٢) رواه عنهم ابن جرير في جامع البيان (١١/٣٢٧-٣٢٨).
(٣) انظر: المصدر السابق.
(٤) انظر: معاني القرآن للزجاج (٥/١٦).
(٥) انظر: جامع البيان (١١/٣٢٧)، ومعالم التنزيل (٤/١٦٨)، والمحرر الوجيز (١٧٢٧)، والجامع لأحكام القرآن (١٦/٢١٨)، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (٧/٣٢٢٦).


الصفحة التالية
Icon