وقوله أيضاً - رحمه الله -: "وذكر أهل التأويل في قوله تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا $uZّ٩u"Rr& عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ ﴾ أن هذه الآية نزلت في قوم أتوا النبي- صلى الله عليه وسلم- بكتاب فيه خبر من أخبار الأمم، فالمراد بالآية الاستغناء بالقرآن عن علم أخبار الأمم،............. ، وليس المراد بالآية الاستغناء الذي هو ضد الفقر، واتباع البخاري الترجمة بهذه الآية يدل أن هذا كان مذهبه في الحديث. والله أعلم" ا. هـ(١)
ثالثاً : ذِكْرُه لوجود أقوال في الآية، مع ذكره لبعضها دون البعض الآخر، ومن الأمثلة على ذلك:
قول ابن بطال -رحمه الله-: "وقال أهل التأويل في قوله تعالى: ﴿ مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً ZpuZ|،xm ﴾ يعني في الدنيا ﴿ يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا ﴾ في الآخرة. وقال مجاهد وغيره: نزلت هذه الآية في شفاعة الناس بعضهم لبعض، وقيل في الآية أقوال أُخَر؛ قيل: الشفاعة الحسنة الدعاء للمؤمنين، والسيئة الدعاء عليهم، وكانت اليهود تدعو عليهم، وقيل: هو في قول اليهود: السام عليكم، وقيل معناه: من يكن شفيعاً لصاحبه في الجهاد يكن له نصيبه من الأجر، ومن يكن شفيعاً لآخر في باطل يكن له نصيبه من الوزر... والقول الأول أشبه بالحديث وأولاها بتأويل الآية" ا. هـ(٢)

(١) انظر: الموضع رقم (١٠٤)، وانظر كذلك المواضع التالية: (٤٢)، و(٩٧)، و(١٣٣).
(٢) انظر: الموضع رقم (٣١).

اختلف العلماء في معنى قوله تعالى: ؟ •؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ على قولين:
القول الأول: إن المراد بهذه الآية، السمك فقط، فلا يؤكل شيء من حيوان البحر إلا السمك، وهذا هو قول أبي حنيفة، وهو قول الثوري رواه عنه أبو إسحاق الفزاري( )( ).
وقالوا إن المراد بهذه الآية: بيان اختلاف حكم صيد البر والبحر على المُحرِم ليس غير( ).
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القول الثاني: إن المراد بهذه الآية، كل ما في البحر من السمك والدواب، وسائر ما في البحر من الحيوان، وسواء اُصطيد أو وُجد ميتاً، وهو قول الجمهور من أهل العلم من المالكية، والشافعية، والحنابلة( ). وهو ما ذهب إليه ابن بطال هنا.
واستدلوا على ذلك بأدلة منها:
أولاً: عموم الآية، قال البغوي: "وظاهر الآية حجة لمن أباح جميع حيوانات البحر.." ا. هـ.( )
ثانياً: قوله - صلى الله عليه وسلم- في البحر: "هو الطهور ماؤه الحِّل ميتته"( ) فهو نص عام في إباحة جميع ما في البحر من حيوانات ولا مُخصِص له( ).
وهذا القول هو القول الصحيح؛ وذلك لعموم الأدلة التي استدل بها أهل هذا القول ولا مُخصِص لهذه الأدلة فالأصل أن يُعمَل بها على عمومها حتى يأتي مُخصِص ولا مُخصِص لها.
وقد أشار بعض المفسرين إلى ترجيح هذا القول، لعموم هذه الآية( ). والله أعلم.
؟ ؟ •؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟؟•؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ (المائدة: ٩٦).
المعنى الأول: معنى المُزْن في قوله تعالى: ﴿ أَأَنْتُمْ çnqكJçFّ٩u"Rr& مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ ﴾ وقد ذهب ابن بطال إلى ما ذهب إليه أهل التفسير، أن معنى المُزْن: السحاب، وممن قال بذلك: ابن عباس - رضي الله عنهما -، ومجاهد، وقتادة(١)، وغيرهم(٢)، وهذا القول هو قول عامة المفسرين(٣).
المعنى الثاني : معنى الأجاج في قوله تعالى: ﴿ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴾ وقد ذهب ابن بطال إلى ما ذهب إليه أهل التفسير، أن معنى الأجاج: المالح.
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الزجاج: "وقوله تعالى: ﴿ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴾ الأجاج: الماء الملح الذي لا يمكن شربه البتة" ا. هـ(٤)، وكذا قال غيره من أهل التفسير(٥).
(١) رواه عنهم ابن جرير في جامع البيان (١١/٦٥٥)، وانظر: الدر المنثور (٨/٢٣-٢٤).
(٢) انظر: المصدرين السابقين.
(٣) انظر: جامع البيان (١١/٦٥٥)، ومعاني القرآن للزجاج (٥/١١٤)، ومعالم التنزيل (٤/٢٦٢)، والمحرر الوجيز (١٨١٤)، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (٧/٣٤٠٧)، والجامع لأحكام القرآن (١٧/١٩٠).
(٤) انظر: معاني القرآن للزجاج (٥/١١٥).
(٥) انظر: جامع البيان (١١/٦٥٥)، والمحرر الوجيز (١٨١٤)، والجامع لأحكام القرآن (١٧/١٩٠).


الصفحة التالية
Icon