ولقول ابن عباس أن النذير: الشيب وجه يصح، وذلك أن الشيب يأتي في سن الاكتهال، وعلامة على مفارقة سن الصبا الذي هو سن اللهو واللعب، فهو نذير أيضاً، فبان رفق الله بعباده المؤمنين وعظيم لطفه بهم حين أعذر إليهم ثلاث مرات: الأولى بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، والمرتان في الأربعين، وفي الستين؛ ليُتِمِّ حجته عليهم" ا. هـ(١)
المبحث الحادي عشر : موقفه من تفسير البخاري في الصحيح.
من خلال استعراض أقوال ابن بطال في التفسير لم يتبين لي تعرضه لأقوال الإمام البخاري التفسيرية التي في الصحيح، ومما يؤكد ذلك عدم تعرضه لشرح كتاب "التفسير من صحيح البخاري"، والذي يحتوي على معظم أقوال الإمام البخاري في التفسير. والله أعلم.
الفصل الثالث : مصادر ابن بطال وفيه سبعة مباحث :
المبحث الأول : مصادره التفسيرية.
المبحث الثاني : مصادره في القراءات.
المبحث الثالث : مصادره العقدية.
المبحث الرابع : مصادره الحديثية.
المبحث الخامس : مصادره الفقهية.
المبحث السادس : مصادره اللغوية.
المبحث السابع : مصادر أخرى.
الفصل الثالث : مصادر ابن بطال.
لقد كان ابن بطال - رحمه الله - ذا اطلاع واسع؛ يلاحظ ذلك من قراء كتابه "شرح صحيح البخاري"، وهذا الإطلاع الواسع المتعدد يُشَكِّل عقبة كبيرة لمن أراد أن يحصر مصادر ابن بطال، إذا عرفنا أنه مضى - في الغالب - على ما تعارف عليه المصنفون قديماً من عدم ذكر المصادر التي ينقلون منها، أو يذكرون اسم المؤلف ناقصاً، أو بالكنية فقط، مع عدم تحديد المصدر بذاته وهذا يُشْكِل كثيراً عندما يكون للمؤلف أكثر من تأليف في الفن الواحد.
ومع ذلك فهذه محاولة في الإشارة إلى شيء من مصادر ابن بطال - رحمه الله - التي تم التأكد من رجوعه إليها.

(١) انظر: الموضع رقم (١١٣)، والموضع رقم (١٢٢).

أظهر في الآية، والسياق يدل عليه، فإنه قال: ؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟) وهذا يتضمن أنها أمم أمثالنا في الخلق والرزق والأكل والتقدير، وأنها لم تُخلق سدى؛ بل هي معبدة مذللة قد قَدَّر خلقها وأجلها ورزقها وما تصير إليه، ثم ذكر عاقبتها ومصيرها بعد فنائها، ثم قال: ؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ فذكر مبدأها ونهايتها، وأدخل بين هاتين الحالتين قوله: ؟ ؟•؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟ أي: كلها قد كُتبت وقُدِّرت وأحصيت، قبل أن توجد، فلا يناسب هذا ذِكْر كتاب الأمر والنهي، وإنما يناسب ذِكْر الكتاب الأول" ا. هـ.( )
؟ ؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟•؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ (الأنعام: ٧٣).
٤٩/٣ قال ابن بطال -رحمه الله-: "قوله تعالى: ؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟•؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ كقوله خالق السماوات والأرض بالحق، أي: أبدعهما وأنشأهما بالحق" ا. هـ.
(١٠/٤١٥).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة :
أشار ابن بطال هنا إلى معنى الخلق في قوله تعالى: ؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟•؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ أي: أبدعهما وأنشأهما بالحق، وهذا هو المعنى اللغوي للخلق في هذه الآية. قال الراغب: "الخلق أصله التقدير المستقيم، ويُستعمل في إبداع الشيء من غير أصل ولا احتذاء قال تعالى: ؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟•؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ أي: أبدعهما..." ا. هـ( )، وكذا قال غير واحد من أهل اللغة( )، والمعاني( ).
قال ابن عطية: "وقوله: ؟ ؟؟؟؟؟ ؟ ابتدع، وأخرج من العدم إلى الوجود" ا. هـ.( )
؟ ؟ ؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟ ؟ (
١٣٣/٢ قال ابن بطال - رحمه الله -: "والفقهاء متفقون على أن معنى قوله تعالى:
﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ ﴾ الإباحة؛ لأنه ورد بعد تقدم أمره بالسعي إلى الصلاة، وترك البيع، فأبان بقوله تعالى: ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ﴾ زوال ما أوجب عليهم من السعي وترك البيع في وقت الصلاة، وهذا كقوله تعالى: ﴿ وَإِذَا ÷Lنêù=n=xm فَاصْطَادُوا ﴾ (المائدة: ٢)" ا. هـ.(١) (٢/٥٢٨).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة :
أشار ابن بطال هنا إلى أن الأمر في قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ ﴾ للإباحة، وأن هذا أمر مجمع عليه، والقول كما قال ابن بطال، وممن قال بهذا القول: مجاهد، و الضحاك(٢)، وغيرهما(٣).
قال ابن عطية: "وقوله تعالى: ﴿ #rمچد±tFR$$sù ﴾ أجمع الناس على أن مقتضى هذا الأمر الإباحة،.. وأن ذلك مثل قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا ÷Lنêù=n=xm فَاصْطَادُوا ﴾ " ا. هـ(٤)، وقال بذلك غيره من أهل التفسير(٥).
سورة التغابن
d ﴿ إِنَّمَا ِNن٣ن٩¨uqّBr& وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ (التغابن: ١٥).
(١) وانظر: شرح صحيح البخاري لابن بطال (٦/٢٠٣).
(٢) رواه عنهما ابن جرير في جامع البيان (١٢/٩٧)، وانظر: الدر المنثور (٨/١٥٥).
(٣) انظر: المصدرين السابقين.
(٤) انظر: المحرر الوجيز (١٨٥٧).
(٥) انظر: معاني القرآن للفراء (٣/١٥٧)، وجامع البيان (١٢/٩٧)، ومعاني القرآن للزجاج (٥/١٧٢)،
وأحكام القرآن للجصاص (٣/٦٠١)، ومعالم التنزيل (٤/٣١٥)، وزاد المسير (١٤٣٧)، والجامع لأحكام القرآن (١٨/٩٦).


الصفحة التالية
Icon