٦٣/٦ قال ابن بطال -رحمه الله-: "اتفق العلماء أن العاملين عليها، هم السعاة المتولون لقبض الصدقة، واتفقوا أنهم لا يستحقون على قبضها جزءاً منها معلوماً سُبْعاً أو ثمناً وإنما للعامل بقدر عمالته على حسب اجتهاد الإمام( )، ودلت هذه الآية على أن من شُغل بشيء من أعمال المسلمين أخْذ الرزق على عمله ذلك، كالولاة، والقضاة وشبههم" ا. هـ
(٣/٥٥٧).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة :
أشار ابن بطال هنا إلى ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: معنى العاملين عليها في قوله تعالى: ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ وأنهم السعاة المتولون قبض الصدقة، وممن قال بذلك: ابن عباس -رضي الله عنهما( )-، وقتادة، وابن زيد( )، وغيرهم ممن جاء بعدهم من أهل التفسير( ).
المسألة الثانية: القدْر الذي يُعطاه العامل على ذلك، وهذا وقع فيه خلاف بين العلماء على ثلاثة أقوال:
القول الأول: إنه يُعطى الثُمن منها، وممن قال بذلك: مجاهد، والضحاك( ).
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القول الثاني: إنه يُعطى قدر عمله من الأجرة، وممن قال بذلك: عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-، وابن زيد( )، ومقاتل بن حيان( )( )، وهو الذي أشار ابن بطال إلى رجحانه.
القول الثالث: إنه يُعطى من بيت المال، وهذا القول مروي عن مالك بن أنس( ).
والراجح في هذه المسألة هو القول بأن العامل يُعطى قدر عمله من الأجرة، على حسب اجتهاد الإمام، لأن البيان في تعديد الأصناف إنما كان للمحل لا للمستحق. واختار هذا القول جمع من المفسرين، كابن جرير( )، والقرطبي( )، وغيرهم( ).
وأما القول بأنه الثُمُن، فيجاب عنه أن المراد في الآية بيان المحل لا المستحق( ).
وكذلك القول بأنه يُعطى من بيت المال، قول ضعيف دليلاً؛ فإن الله أخبر بسهمهم فيها نصاً، فكيف يُخلَفون عنه استقراء وسبراً( ).
قال ابن جرير: "والصواب من القول في ذلك عندنا: أنهما قراءتان معروفتان في قرأة الأمصار، صحيحتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، وإذ كان ذلك كذلك فبأي القراءتين قرأ القارئ فتأويل القراءة التي يقرؤها على ما بينا(١)" ا. هـ. (٢)
سورة الفجر
d ﴿ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا uچ÷‚¢ء٩$# بِالْوَادِ ﴾ (الفجر: ٩).
١٤٦/١ قال ابن بطال - رحمه الله -: "وقوله تعالى: ﴿ جَابُوا uچ÷‚¢ء٩$# بِالْوَادِ ﴾ أي: قطعوه ونقبوه ونحتوه" ا. هـ (٣/١٣).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة :
ذهب ابن بطال إلى ما ذهب إليه أهل التفسير، أن معنى قوله تعالى: ﴿ جَابُوا uچ÷‚¢ء٩$# بِالْوَادِ ﴾ أي: قطعوه، ونحتوه، وممن قال بذلك: ابن عباس - رضي الله عنهما -، وقتادة، والضحاك(٣)، وغيرهم(٤).
قال البغوي: "وقوله تعالى: ﴿ جَابُوا uچ÷‚¢ء٩$# بِالْوَادِ ﴾، قطعوا الحجر" ا. هـ(٥)، وكذا قال غيره من أهل التفسير(٦).
d ﴿ uن!%y`ur y٧ڑ/u' à٧n=yJّ٩$#ur $yے|¹ $yے|¹ ﴾ (الفجر: ٢٢).
١٤٧/٢ قال ابن بطال - رحمه الله -: ".... قوله تعالى: ﴿ uن!%y`ur y٧ڑ/u' ﴾ والمجيء مستحيل عليه لاستحالة الحركة، وإنما معناه: وجاء أمر ربك، ورسول ربك". ا. هـ.
(١٠/٥٢٧).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة :

(١) المراد أن قراءة الخفض يكون اللوح فيها هو المنعوت بالحفظ، وعلى قراءة الرفع يكون القرآن هو المنعوت فيها بالحفظ. انظر: جامع البيان بتصرف يسير (١٢/٥٣٠- ٥٣١).
(٢) انظر: جامع البيان (١٢/٥٣١).
(٣) رواه عنهم ابن جرير في جامع البيان (١٢/٥٦٩- ٥٧٠).
(٤) انظر: المصدر السابق.
(٥) انظر: معالم التنزيل (٤/٤٥٢).
(٦) انظر: جامع البيان (١٢/٥٦٩)، ومعاني القرآن للزجاج (٥/٣٢٢)، والكشاف (١٢٠٠)، والمحرر الوجيز
(١٩٧٦)، وزاد المسير (١٥٤٧)، والجامع لأحكام القرآن (١٩/٤٤)، وتفسير القرآن ا لعظيم لابن كثير
(٨/٣٧٧٣).


الصفحة التالية
Icon