وكونه ينفرد ببعض الألفاظ التي لم يقلها غيره، ليس موضع انتقاد ؛ لا سيما إذا علمنا أن صاحب المزهر في علوم اللغة ذكر فصلاً كاملاً في معرفة الأفراد ؛ أي : الألفاظ التي تفرّد بروايتها واحد من أهل اللغة لم ينقلها غيره، وحكم لها بالقبول ؛ إن كان ناقلها من أهل الضبط والإتقان (١).
؟ أما انتقاده : بتسامحه في الرواية ؛ بحيث إنه كان يسند عن كل واحد ما يخطر له.
فهذا الاتهام غير مسلّم به، إذ قد عرفنا ثناء العلماء عليه بكونه أحفظ الناس، وأوسعهم علماً ؛ قال السبكي – راداً تهمة الأبهري – :( قلت : هذا رَجْم بالتوهم وما المانع من أن يكون ابن دريد قد حفظ حديث كل واحد من شيوخه هؤلاء على حدة، و إن لم يكن مبيناً في كتابه ؛ كما وُجد ذلك لغيره ) (٢).
وقال السيوطي راداً طعن نفطويه فيه :( قلت : معاذ الله هو برىء مما رمي به ومَن طَالَع الجمهرة رأى تحريه في روايته، وسأذكر منها في هذا الكتاب ما يعرف منه ذلك ولا يقبل فيه طعن نفطويه ؛ لأنه كان بينهما منافرة عظيمة.. وقد تقرر في علم الحديث أن كلام الأقران في بعضهم لا يقدح ) (٣).
؟ وأما انتقاده بأنه يشرب الخمر، فإن أُحسن الظنّ به ؛ حمل ذلك على أنه اتهام من حاسديه، وإن أخذناه بما امتلأت به كتب التراجم عنه ؛ فلا سبيل هنا إلى التصدي لإنكار شيء من هذا.

(١) ١ ) انظر : المزهر ١ / ١٢٩ – ١٣٦، عن ثلاثة عشر عالماً من علماء اللغة.
(٢) ٢ ) انظر : طبقات الشافعية، لابن قاضي شهبة ١ / ١٢٣.
(٣) ٣ ) انظر : المزهر ١ / ٩٣ – ٩٤.

ولكن ينبغي التبنه هنا إلى أن ذلك لا يعني أنه يقلدهم في كل ذلك، يُصَدّق هذا قوله :( العنت : العَسْف أو الحَمْل على المكروه، وأعنته يعنته إعناتاً، ويقال : العنت أيضاً من الإثم عنت يعنت عنتاً : إذا اكتسب مأثماً ولست أذكر قول أبي عبيدة في تفسيره في التنزيل فأقلده إياه ) (١). وقد فسر أبو عبيدة العنت : بالهلاك (٢).
" الآخر : أنه حين ينقل من غيره، ينقل نقل المفسّر، الممحص الفاحص فيجمع الأقوال، ويقبل هذا، ويَرُدّ ذاك، بالأدلة والبراهين.
برهان ما قلت :
" قوله :( وأكبرت الشيء أكبره إكباراً، إذا عظم في صدرك وعجبت منه. وكذا فُسِّر في التنزيل :﴿ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ ﴾ (٣)، فهذا معنى الإعظام...........
" والله أعلم، قال أبوبكر [ ابن دريد ] : قال بعض المفسرين : أي حِضْنَ وهذا شيء لا يعرف في اللغة ) (٤).
" وقوله :( والرَّحْق : أصل بناء الرحيق، قالوا : هو الصافي، والله أعلم وفي التنزيل :﴿ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ ﴾ (٥) وخلط فيه أبو عبيدة فلا أحب أن أتكلم فيه ) (٦).
" وقوله :( قال : وذكر أبو عبيدة في قوله عز وجل :﴿ ﴾Nكgsù مُقْمَحُونَ } (٧) أي : شاخصون بعيونهم رافعو رؤوسهم، والإبل قماح، إذا قامحت عن الماء قال الشاعر :
" ونحن على جوانبِها قُعودٌ نَغُضُّ الطَّرْفَ كالإبلِ القِمَاحِ
" فهذا يخالف قول أبي عبيدة ؛ لأنه قال : نغض الطرف، فكأن المقمح والله أعلم الرافع رأسه شاخصاً كان أو مغضياً ) (٨).
وللمزيد من الشواهد في هذا :
(١) ٢ ) انظر : جمهرة اللغة ١ / ٤٠٣.
(٢) ٣ ) انظر : مجاز القرآن ٢ / ٧٣.
(٣) ٤ ) يوسف : ٣١.
(٤) ١ ) انظر : جمهرة اللغة ١ / ٣٢٧.
(٥) ٢ ) المطففين : ٢٥.
(٦) ٣ ) انظر : جمهرة اللغة ١ / ٥١٩.
(٧) ٤ ) يس : ٨.
(٨) ٥ ) انظر : جمهرة اللغة ١ / ٥٦٠.

" قوله :( والأمة لها مواضع، فالأمة : القرن من الناس، من قوله :﴿ yِZp¨Bé& وَسَطًا ﴾ (١) وقوله :﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ﴾ (٢) أي : إماماً.. والأمة : الملة، ﴿ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ﴾..(٣) ) (٤).
" وقوله :( والسُّرى : سير الليل، سرى القوم وأسروا ؛ لغتان فصيحتان. وقد قرئ ﴿ فَاسْرِ بِأَهْلِكَ ﴾ (٥)، بالقطع والوصل ) (٦).
" وقوله :( والوراء : الخلف، والوراء : القُدّام، وهو من الأضداد، وفي التنزيل :﴿ وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ ﴾ (٧) قال أبوعبيدة : أمامهم، والله أعلم. قال الشاعر :
أَيَرْجُو بَنُو مروانَ سَمْعِي وطاعتي وقومي تميمٌ والفَلاة وَرَائِيَا
" أي : أمامي. وفسر المفسرون الوراء أنه ولد الولد في قوله عز وجل :﴿ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴾ (٨) ) (٩).
" وقوله :( قال الله :﴿ yNكg"oYô_¨ry-ur بِحُورٍ عِينٍ ﴾ (١٠) : أي : حوراً عيناً، وهي.....................................
" لغة لأزد شَنوءة يقولون : زوّجتُه بها، وغيرهم يقول : زوّجتُه إيّاها ) (١١).
" وقوله :( أز يؤز أزاً، والأَزّ الحركة الشديدة، وأزّت القدر : إذا اشتد غليانها وفي كتاب الله تعالى :﴿ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ﴾ (١٢) والمصدر الأَزّ والأََزيز والأَزاز.
" قال رؤبة :
لا يأخُذُ التأفيكُ والتَحَزّي
فينا ولا طَيْخُ العدى ذو الأزِّ ) (١٣).
(١) ١ ) البقرة : ١٤٣.
(٢) ٢ ) النحل : ١٢٠.
(٣) ٣ ) المؤمنون : ٥٢.
(٤) ٤ ) انظر : جمهرة اللغة ١ / ٦٠.
(٥) ٥ ) هود : ٨١.
(٦) ٦ ) انظر : جمهرة اللغة ٢ / ١٠٦٥ ؛ والاشتقاق ١٧٥.
(٧) ٧ ) الكهف : ٧٩.
(٨) ٨ ) هود : ٧١.
(٩) ٩ ) انظر : جمهرة اللغة ١ / ٢٣٦.
(١٠) ١٠ ) الدخان : ٥٤.
(١١) ١ ) انظر : جمهرة اللغة ٣ / ١٣١٩.
(١٢) ٢ ) مريم : ٨٣.
(١٣) ٣ ) انظر : جمهرة اللغة : ١ / ٥٦.

o أولها : أنه الجزاء، قال به ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة (١)، في آخرين (٢) ؛ وهذا ما فسر به ابن دريد الحرف.
o ثانيها : أنه الحساب ؛ قال به ابن مسعود (٣)، وابن عباس - رضي الله عنهم - (٤)، ومجاهد (٥).............
.....................................................................................
(١) ٢ ) انظر : تفسير القرآن العزيز، لعبدالرزاق الصنعاني ١ / ٦١ ؛ والكشف والبيان، للثعلبي ١ / ١١٥ وزاد المسير، لابن الجوزي ١ / ١٣ ؛ والجامع لأحكام القرآن ١ / ١٥٩ ؛ والبحر المحيط ١ / ٣٧.
وقتادة هو : ابن دعامة بن عرنين السدوسي، أبو الخطاب البصري، حافظ ثقة ثبت، لكنه مدلس ورمي بالقدر ؛ قاله يحيى بن معين. ومع هذا احتج به أصحاب الصحاح، لاسيما إذا قال حدثنا. وهو أحد الأئمة في حروف القرآن. صنف تفسير القرآن، توفي سنة ١١٧هـ. انظر: ميزان الاعتدال، للذهبي ٥ / ٤٦٦ وغاية النهاية في طبقات القراء ٢ / ٢٥.
(٢) ٣ ) منهم : ابن جرير في جامع البيان ١ / ٦٨ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ١ / ٤٧ ؛ والزمخشري في الكشاف ١ / ١١٥ ؛ والسمين في عمدة الحفاظ ١٥٢؛ والشنقيطي في أضواء البيان ١ / ٣٢.
(٣) ٤ ) هو : عبدالله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي، أسلم قديماً، وهاجر الهجرتين، وشهد بدراً والمشاهد بعدها، كان أول من جهر بالقرآن بمكة، وهو أحد فقهاء الصحابة، توفي سنة ٣٢ هـ. انظر : أسد الغابة ٣ / ٣٨٤ ؛ والإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر ٢ / ٣٦٨.
(٤) ٥ ) انظر: جامع البيان ١ / ٦٨ ؛ والكشف والبيان ١ / ١١٥ ؛ و زاد المسير ١ / ١٣.
(٥) ٦ ) انظر: المحرر الوجيز، لابن عطية ١ / ٧٣.
ومجاهد هو : ابن جبر، الإمام أبو الحجاج، المكي، المفسر المقرئ. قرأ القرآن على ابن عباس ثلاث مرات يوقفه عند كل آية ؛ يسأله فيم نزلت وكيف كانت. قال قتادة :( أعلم من بقي بالتفسير مجاهد ). توفي سنة ١٠٣ هـ. انظر : طبقات القراء ١ / ٤٢ ؛ وتهذيب التهذيب، لابن حجر ١٠ / ٣٧.

الثانية : القراءة الواردة في كلمة :﴿ مَرَضٌ ﴾ :
ساق ابن دريد بسنده عن الأصمعي أن أبا عمرو ابن العلاء أنكر على الأصمعي قراءته :﴿ مَرَضٌ ﴾ بفتح الراء، و أنها بإسكان الراء ؛ وهذه القراءة شاذة (١).
والذي عليه جمهور القراء - ومنهم أبو عمرو - القراءة بفتح الراء، وهو القياس الصحيح.
أما القراءة بإسكان الراء فإنها لغة، قال ابن جني (٢) :( وينبغي أن يكون ﴿ مَرْض ﴾ هذا الساكن لغة في ﴿ مَرَضٌ ﴾ المتحرك، كالحلْب والحلَب، والطرْد والطرَد، والشل والشلل، والعيب والعاب، والذيم والذام ) (٣).
- - - - -
(١) ١ ) القراءة الشاذة هي : التي فقدت شرطاً من شروط القراءة الصحيحة الثلاثة : فلم توافق اللغة العربية ولو بوجه، أو لم توافق أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً، أو لم يصح سندها ؛ سواء كانت عن السبعة أم العشرة أم غيرهم من المقبولين.
وقد اختلف العلماء في الاحتجاج بها على مذهبين :
المذهب الأول : أنها حجة ويجب العمل بها، وهو مذهب الحنفية، والراجح عند الحنابلة، ورواية عن مالك وكثير من الشافعية.
المذهب الثاني : أنها ليست بحجة ولا يجوز العمل بها، وإليه ذهب الشافعي في أحد قوليه، وبعض أصحابه، وهو مذهب مالك ورواية عن أحمد. انظر : النشر ١ / ٩ ؛ وروضة الناظر، لابن قدامة ١ / ١٨١ ؛ والإحكام للآمدي ١ / ١٦٠ ؛ وفتاوى شيخ الإسلام ١٣/ ٣٩١ - ٣٩٩.
(٢) ٢ ) هو : عثمان بن جني، أبو الفتح الموصلي النحوي اللغوي، صاحب التصانيف البديعة في علم الأدب واللغة. استوطن بغداد ودرس بها العلم إلى أن مات سنة ٣٧٢ هـ. انظر: تاريخ العلماء النحويين ٢٤ و إنباه الرواة ٢ / ٣٣٥.
(٣) ٣ ) انظر : المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها ١ / ٥٤.

وقال الجصاص (١) :( بطانة الرجل : خاصته الذين يَستبطِنون أمرَه، ويثق بهم في أمره فنهى الله تعالى المؤمنين أن يتخذوا أهل الكفر بطانة من دون المؤمنين وأن يستعينوا بهم في خواص أمورهم.. ) (٢).
وأهل اللغة أَوَّلُوا هذه المفردة هنا بنحو ما قال ابن دريد (٣).
قال ابن فارس :( الباء، والطاء، والنون أصل واحد لا يكاد يُخْلِف، وهو إنسيُّ الشيء والمُقْبِل منه. فالبطن : خلاف الظهر.. وباطِن الأمر دَُِخْلَته، خلاف ظاهره.. ومن هذا الباب قولهم لدخلاء الرجل الذين يَبْطُنُون أمره : هم بِطانته.. ) (٤).
- - - - -
( ٢٨ ) [ ٦ ] قول الله تعالى :﴿ وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١٢١) ﴾
قال : والمَقَاعِد : مَوَاضِع القُعُود في الحرب وغيرها.
( جمهرة اللغة، مادة [ د ق ع ] ٢ / ٦٦١ )
- - - - - - -
ما ذهب إليه ابن دريد في معنى :﴿ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ ﴾ هو ذات ما قال المفسرون ؛ إذ لم يخالف أحد في ذلك.
(١) ٢ ) هو : أبو بكر، أحمد بن علي الرازي الحنفي، إمام أصحاب الرأي في وقته، عالم العراق. قال الخطيب :( كان مشهوراً بالزهد والورع ) مات في ذي الحجة سنة ٣٧٠ هـ. انظر : تاريخ بغداد ٥ / ٧٢ ؛ وسير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٤٠.
(٢) ٣ ) انظر : أحكام القرآن له ٢ / ٣٢٤.
(٣) ٤ ) انظر : تهذيب اللغة ١٣ / ٢٥٠ - ٢٥١ ؛ والصحاح ٤ / ١٦٨٠ ؛ و مقاييس اللغة ١ / ٢٥٩ ولسان العرب ١٣ / ٥٥ ؛ وتاج العروس ٩ / ١٤١.
(٤) ٥ ) انظر : مقاييس اللغة ١ / ٢٥٩.

" ثانياً : بعض الأقوال في صحة هذا التفسير : قال الأزهري :( والذي يَقْرُب عندي في قول الشافعي :[ لا يكثر مَن تعولون ] أنه أراد : ذلك أدنى ألا تعولوا عيالاً كثيراً تعجزون عن القيام بكفايتهم ؛ وهو من قولك : فلان يعول عياله، أي : ينفق عليهم، ويمونهم. ومنه قوله - ﷺ - :(( وابدأ بمن تعول )) (١)، فحذف العيال الكثير لأن في الكلام دليلاً عليه، لأن الله - عز وجل - بدأ بذكر مثنى وثلاث ورباع ثم قال :﴿... ÷÷bخ*sù خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ﴾ جماعة تعجزون عن كفايتهن......................
.....................................................................................
- - - - - - -
" وهو معنى ما قاله الشافعي، فلا مَطعن لابن داود (٢) عليه فيه بحمد الله ومنّه ) (٣).
" وقال الزمخشري :(.. فوجهه أن يُجعل مِن قولك : عال الرجل عياله يعولهم، كقولهم : مَانَهُم يَمُوْنُهُم، إذا أنفق عليهم لأن مَن كَثُر عياله لَزِمَه أن يعولهم، وفي ذلك ما يصعب عليه المحافظة على حدود الكسب وحدود الورع، وكسب الحلال والرزق الطيب.
(١) ٤ ) قطعة من حديثٍ أخرجه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنهم -، كتاب : النفقات، باب : وجوب النفقة على الأهل والعيال [ ٦ / ١٨٩- ١٩٠ ] ؛ وأخرجه مسلم في صحيحه من حديث حكيم ين حزام - رضي الله عنهم - كتاب : الزكاة، باب : بيان أن أفضل الصدقة صدقة الصحيح الشحيح [ ١ / ٧١٧ ] [ ح : ٩٥ ].
(٢) ١ ) لم أهتد إلى ما يفيد عنه.
(٣) ٢ ) انظر : الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي ٣٥٢.

وما ذكره ابن دريد عليه كلمة أهل التأويل (١)، وبه قال علماء اللغة (٢).
قال الأخفش :( عُدُوّاً.. ثقيلة مشدّدة، وعَدْواً خفيفة، والأصل من العُدوان ) (٣).
.....................................................................................
- - - - - - -
وقال السمين :( أي : ظلماً، وأصل العَدو التجاوز ومنافاة الالتئام ) (٤).
وقال الأزهري :( قد عدا فلان عَدْواً وعُدُوَّاً وعُدْواناً وعَدَاءً، أي : ظلم ظلماً جاوز من القدر ) (٥).
الأخرى : القراءات الواردة في قوله :﴿ عَدْوًا ﴾ :
ذكر ابن دريد قراءتين من القراءات التي وردت في هذا الحرف :
" الأولى :﴿ عَدْوًا ﴾ بفتح العين، وتسكين الدال مخففة الواو ؛ قرأ به جمهور قراء الأمصار، على أنه مصدر من قول القائل : عدا فلان على فلان إذا ظلمه واعتدى عليه عَدْواً وعُدُواً وعُدْواناً. وهذه القراءة سبعية.
(١) ١ ) منهم : أبو عبيدة في مجاز القرآن ١ / ٢٠٣ ؛ والأخفش في معاني القرآن ٢ / ٥٠٠ ؛ واليزيدي في غريب القرآن وتفسيره ١٤١ ؛ وابن جرير في جامع البيان ٧ / ٣١٠ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ١ / ٢٣٩ والماوردي في النكت والعيون ٢ / ١٥٥ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ٢ / ١٥٠ ؛ والزمخشري في الكشاف ٢ / ٣٨٦ ؛ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ١ / ١٦٥ ؛ والرازي في التفسير الكبير ٥ / ١١٠ والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن ٧ / ٦٣ ؛ والسمين الحلبي في عمدة الحفاظ ٣٤٧ ؛ والثعالبي في الجواهر الحسان ١ / ٥٠٤.
(٢) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ٣ / ٦٩ ؛ و مقاييس اللغة ٤ / ٢٤٩ ؛ ولسان العرب ١٥ / ٣٢.
(٣) ٣ ) انظر : معاني القرآن ٢ / ٥٠٠.
(٤) ١ ) انظر : عمدة الحفاظ ٣٤٧.
(٥) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ٣ / ٦٩.

ومعاني القراءات كلها متقاربة ليس بينها اختلاف (١).
الأخرى : معنى الحُلي في قوله :﴿ مِنْ حُلِيِّهِمْ ﴾ :
ذكر ابن دريد أنه : ما لُبس من ذهب، أو فضة، أو جوهر ؛ ولا خلاف في ذلك عند أهل التأويل، فجاء مثله عن : الزجاج (٢) والنحاس (٣)، و غيرهما (٤).
وكذلك عليه المعنى في اللغة (٥).
قال النحاس :( يقال لما حَسُن من الذهب والفضة : حَلْي، والجمع حُلِيّ، وحِلِي ) (٦).
وقال الزمخشري :( اسم لما يُتَحَسّن به من الذهب والفضة.
فإن قلت : لِمَ قال : من حليهم، ولم يكن الحليّ لهم إنما كانت عواري في أيديهم ؟ قلت : الإضافة تكون بأدنى ملابسة وكونها عواري في أيديهم كفى به ملابسة على أنهم قد ملكوها
.....................................................................................
- - - - - - -
بعد المهلكين كما ملكوا غيرها من أملاكهم ) (٧)
(١) ١ ) انظر القراءات وتوجيهها في : السبعة ٢٩٤ ؛ و المبسوط ٢١٤ ؛ والتيسير ١١٣ ؛ والنشر ٢ / ٢٧٢ وإعراب القراءات السبع وعللها ١ / ٢٠٧ وجامع البيان ٩ / ٦٢ ؛ والمحرر الوجيز ٧ / ١٦٤ - ١٦٥ والكشاف ٢ / ٥١٠. ( والقراءتان الأولى والثالثة سبعيتان ).
(٢) ٢ ) انظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٣٧٧.
(٣) ٣ ) انظر : معاني القرآن ٣ / ٨٠.
(٤) ٤ ) منهم : السمرقندي في تفسيره ١ / ٥٧١ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ١ / ٢٧٢ ؛ والزمخشري في الكشاف ٢ / ٥١٠ ؛ وابن عطية في المحرر الوجيز ٧ / ١٦٥ ؛ وابن الجوزي في زاد المسير ٣ / ٢٦١ ؛ والرازي في التفسير الكبير ٥ / ٣٦٧ ؛ والخازن في تفسيره ٢ / ٥٨٥ ؛ وابن جزي في التسهيل ١ / ٣١١ ؛ والسمين الحلبي في عمدة الحفاظ ١٣٧.
(٥) ٥ ) انظر: تهذيب اللغة ٥ / ١٥٢ ؛ ومقاييس اللغة ٢ / ٩٥ ؛ ولسان العرب ١٤ / ١٩٥.
(٦) ٦ ) انظر : معاني القرآن ٣ / ٨٠.
(٧) ١ ) انظر : الكشاف ٢ / ٥١٠.

وقد جاء تأويل هذا الحرف عن ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد، والضحاك، وقتادة والسدي (١)، في آخرين (٢).
عن مجاهد في قول الله :﴿ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ ﴾ قال :( يهرولون وهو الإسراع في المشي ) (٣).
.....................................................................................
- - - - - - -
وقال الحسن :( مَشْيٌ بين المشيتين ) (٤).
وقال مكي في معناه :( يُسْرعون ) (٥).
وهذا معناه عند أهل اللغة (٦).
قال ابن فارس :( الهاء، والراء، والعين أصل صحيح يدل على حركة واضطراب. وأُهرِع الرجل : ارتعد فَرَقاً.. ومن الباب : الهَرِع : الدمع أو الدم الجاري، وهم يهرعون إليه، أي : يساقون ) (٧).
(١) ١ ) انظر : تفسير ابن عباس - رضي الله عنهم - ٢٨٧ ؛ وتفسير الصنعاني ١ / ٢٦٩ ؛ وجامع البيان ١٢ / ٨٣ - ٨٤ وتفسير ابن أبي حاتم ٦ / ٢٠٦٢ ؛ ومعالم التنزيل ٢ / ٤٥٨.
(٢) ٢ ) كأبي عبيدة في المجاز ١ / ٢٩٤ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٦٧ ؛ ومكي في تفسير المشكل ١٠٧ ؛ وابن عطية في المحرر الوجيز ٩ / ١٩٦ ؛ والزمخشري في الكشاف ٣ / ٢١٩ ؛ والرازي في التفسير الكبير ٦ / ٣٧٨ ؛ والبيضاوي في تفسيره ٤ / ٦٧٢ ؛ وابن جزي في التسهيل ١ / ٣٩٣ ؛ والسمين في عمدة الحفاظ ٦٠٥ ؛ وابن كثثير في تفسيره ٢ / ٤٣٤ ؛ والشنقيطي في أضواء البيان ٣ / ٢٥.
(٣) ٣ ) انظر : جامع البيان ١٢ / ٨٣.
(٤) ١ ) انظر : معالم التنزيل ٢ / ٤٥٨.
(٥) ٢ ) انظر : تفسير المشكل ١٠٧.
(٦) ٣ ) انظر : تهذيب اللغة ١ / ١٠١ ؛ والصحاح ٣ / ١٠٨١ ؛ و مقاييس اللغة ٦ / ٤٧ ؛ ولسان العرب ٨ / ٣٦٩.
(٧) ٤ ) انظر : مقاييس اللغة ٦ / ٤٧.

- - - - - - -
أتى ابن دريد على مسألتين هنا :
الأولى : ما ورد في قوله تعالى :﴿ السِّجْنُ z ﴾ من قراءات :
ذكر ابن دريد إحدى القراءتين اللتين قرئ بهما في هذا الحرف، أما القراءتان فهما :
" أولاً :﴿ السَّجْن ﴾ بفتح السين هنا خاصة ؛ قرأ بها يعقوب.
على أنه مصدر سَجَن، أي : حَبْسُهم إياي في السجن أحب.
" ثانياً :﴿ السِّجْنُ z ﴾ بكسر السين ؛ قرأ بها الجمهور.
وهو اسم للمكان الذي يسجن فيه (١). وهذه قراءة سبعية.
.....................................................................................
- - - - - - -
الأخرى : معنى قوله تعالى :﴿ السِّجْنُ z ﴾ :
فسَّر ابن دريد قوله تعالى :﴿ السِّجْنُ z ﴾ بالمحبِس والمخيِّس ؛ لأنه يُذَلِّل.
وعامة من رأيت أقوالهم من المفسرين لم يذكروا : المُخيِّس، بل يكتفون بالمحبِس أوكلمة قريبة منها (٢).
وقد جاء تفسير هذا الحرف على نحو ما ذكرت عن : الفراء (٣)، وابن جرير (٤) والنحاس (٥)، في آخرين (٦).
(١) ١ ) للقراءتين ومعناهما انظر : المبسوط ٢٤٢ ؛ والنشر ٢ / ٢٩٥ وإتحاف فضلاء البشر ٣٣١ ؛ والمحرر الوجيز ٩ / ٢٩٥ ؛ والبحر المحيط ٦ / ٢٧٣ ؛ والدر المصون ٦ / ٤٩٣.
(٢) ١ ) كالحبس، أو بيت الحبس، أو موضع السجن.
(٣) ٢ ) انظر : معاني القرآن له ١ / ٣٥٦.
(٤) ٣ ) انظر : جامع البيان ١٢ : ٢١٠.
(٥) ٤ ) انظر : معاني القرآن له ٣ / ٤٢٤.
(٦) ٥ ) منهم : الثعلبي في الكشف والبيان ٥ / ٢٢٠ ؛ والماوردي في النكت والعيون ٣ / ٣٤ ؛ والسمعاني في تفسير القرآن ٣ / ٢٨ ؛ والراغب في المفردات ٢٣٠ ؛ والسمين الحلبي في عمدة الحفاظ ٢٣٢ ؛ وابن عاشور في التحرير والتنوير ١٢ / ٢٦٤ ؛ والألوسي في روح المعاني ٦ / ٤٢٥.

١٠٩ ) [ ٨ ] قول الله تعالى :﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (٨٠) ﴾
﴿ يَوْمَ ظَعْنِكُمْ ﴾ قال : والظَّعْن والظَّعَن واحد : ضد المقام. وقد قرئ :﴿ يَوْمَ ظَعْنِكُمْ ﴾ و ﴿ يَوْمَ ظَعَنكم ﴾.
( جمهرة اللغة، مادة [ ظ ع ن ] ٢ / ٩٣١ ؛ الاشتقاق ١٧٧ )
- - - - - - -
اشتمل كلام ابن دريد السالف على مسألتين :
أولاهما : معنى قوله تعالى :﴿ ظَعْنِكُمْ ﴾ :
ذكر ابن دريد أن ( الظعن ) : ضد المقام.
وعلى هذا المعنى جماهير المفسرين (١)، في عبارات مختلفة.
قال السجستاني في معنى ﴿ ظَعْنِكُمْ ﴾ :( رحلتكم ) (٢).
....
.....................................................................................
- - - - - - -
وقال النحاس في معنى قوله :﴿ تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ ﴾ ( أي : يخف عليكم حملها في سَفَركم ) (٣).
والظَّعَْن عند أهل اللغة هو : الشخوص من مكان إلى مكان (٤).
أخراهما : القراءات في قوله تعالى :﴿ ظَعْنِكُمْ ﴾ :
ذكر ابن دريد القراءتين الواردتين في هذا الحرف :
(١) ١ ) انظر : جامع البيان ١٤/ ١٥٣ ؛ ومعاني القرآن وإعرابه ٣ / ٢١٥ ؛ ونزهة القلوب ٣١٨ ومعاني القرآن، للنحاس ٤ / ٩٦ ؛ وتفسير السمرقندي ٢ / ٢٤٤ ؛ والكشف والبيان ٦ / ٣٤ ؛ وتفسير المشكل ١٣٢ ؛ ومعالم التنزيل ٣ / ٩٠ ؛ وتفسير الخازن ٤ / ٤٠ ؛ وتفسير البيضاوي ٥ / ٣٠٩ ؛ وتفسير ابن كثير ٢ / ٥٦١.
(٢) ٢ ) انظر : نزهة القلوب ٣١٨.
(٣) ١ ) انظر : معاني القرآن ٤ / ٩٦.
(٤) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ٢ / ١٨٠ ؛ والصحاح ٥ / ١٧٣٢ ؛ و مقاييس اللغة ٣ / ٤٦٥ ؛ و لسان العرب ١٣ / ٢٧٠.

تأويل ابن دريد لمعنى قوله تعالى :﴿ فَتَهَجَّدْ بِهِ ﴾ صحيح، وهو بنحو ما قال ابن عباس - رضي الله عنهم -، ومجاهد، وعلقمة (١)، والأَسْوَد (٢)، والحسن (٣)، في غيرهم (٤).
.....................................................................................
- - - - - - -
عن ابن عباس - رضي الله عنهم - في قوله :﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ ﴾ قال :( يعني بالنافلة : أنها للنبي خاصة، أُمِر بقيام الليل، وكُتِبَ عليه ) (٥).
(١) ٢ ) هو : ابن قيس بن عبد الله، فقيه الكوفة، وعالمها ومقرئها. عداده في المخضرمين، هاجر في طلب العلم والجهاد. توفي سنة ٦١ هـ. انظر : سير أعلام النبلاء ٤ / ٥٣ ؛ وتهذيب التهذيب ٧ / ٢٣٧.
(٢) ٣ ) هو : ابن يزيد بن قيس، الإمام القدوة، ابن أخي علقمة بن قيس، وخال إبراهيم النخعي، وابنه عبد الرحمن بن قيس قال الذهبي :( فهؤلاء أهل بيت من رؤوس العلم والعمل )، كان مجتهداً في العبادة. توفي سنة ٧٥ هـ. انظر : سير أعلام النبلاء ٤ / ٥٠ ؛ وتهذيب التهذيب ١ / ٣١٠.
(٣) ٤ ) انظر : جامع البيان ١٥ / ١٤٢ ؛ والوسيط ٣ / ١٢١ ؛ وتفسير ابن كثير ٣ / ٥٤.
(٤) ٥ ) كأبي عبيدة في المجاز ١ / ٣٨٩ ؛ واليزيدي في غريب القرآن ٢١٩ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٢٥٦ ؛ وابن أبي زمنين في تفسيره ١ / ٤٦٨ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ٣ / ١٤٩ ؛ والراغب في المفردات ٥٣٤ ؛ والبيضاوي في تفسيره ٥ / ٤١٩ ؛ وابن عاشور في التحرير والتنوير ١٥ / ١٨٥.
(٥) ١ ) انظر : جامع البيان ١٥ / ١٤٢.

١. فإما أن تكون بمعنى القراءة الأولى.
٢. وإما أن يكون معناها : من الإحراق بالنار (١).
- - - - -
( ١٤٢) [ ٧ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (١١٩) ﴾
قال : وضَحِيَ الرجل للشمس يضحَى، إذا برز لها من قوله جلّ وعزّ :﴿ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى ﴾ قال أبوحاتم : لا أدري مِن الواو هو أو من الياء (٢).
وقال مرة أخرى : قال أبو حاتم : لا أدري ضَحِيَ أو ضَحَى. وأرض مَضْحاة، إذا كانت الشمس لا تكاد تغيب عنها، وهي ضدّ المَقناة ؛ لأن المَقناة الأرض التي لا تكاد الشمس تصيبها.
( جمهرة اللغة، مادة [ ح ض - و - ا - ي ] ٢ / ١٠٥٠ )
- - - - - - -
(١) ١ ) انظر القراءتين في : المبسوط ٢٩٨ ؛ والنشر ٢ / ٣٢٢ ؛ والمحتسب ٢ / ٥٨ ؛ ومعاني القرآن للفراء ٢ / ١٠٥ ؛ وجامع البيان ١٦ / ٢٠٨ ؛ والمحرر الوجيز ١١ / ١٠١ ؛ والجامع لأحكام القرآن ١١ / ٢٥٧ ؛ والبحر المحيط ٧ / ٣٨٠ ؛ والدر المصون ٨ / ١٠٠.
(٢) ١ ) والظاهر أنه منهما جميعاً. انظر : العين ٣ / ٢٦٥ ؛ والمحكم والمحيط الأعظم ٣ / ٤١٨.

قال : وعشيرة الرجل : بنو أبيه الأدنَون الذي يعاشرونه ؛ وهكذا ذكر أصحاب المغازي أن النبي - ﷺ - لما أنزل عليه :﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ قام فنادى : يا بني عبد مَناف (١).
( جمهرة اللغة، مادة [ ر ش ع ] ٢ / ٧٢٨ )
- - - - - - -
ما ذكره ابن دريد في معنى :﴿ ٧s؟uژچد±tم ڑ ﴾ في الآية هنا، صحيح أجمع عليه أهل التأويل (٢).
والعشيرة لغة، هي في المعنى كما قال (٣).
- - - - -
(١) ١ ) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب : الإيمان ؛ باب : وأنذر عشيرتك الأقربين [ ١ / ١٩٢ ] [ ح : ٣٤٨ ] بنحوه عن أبي هُرَيْرَةَ قال لَمَّا أُنْزِلَتْ هذه الآيَةُ :﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ دَعَا رسول اللَّهِ - ﷺ - قُرَيْشًا فَاجْتَمَعُوا فَعَمَّ وَخَصَّ فقال : يا بَنِي كَعْبِ بن لُؤَيٍّ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ من النَّارِ ؛ يا بَنِي مُرَّةَ بنِ كَعْبٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ من النَّارِ ؛ يا بَنِي عبد شَمْسٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ من النَّارِ ؛ يا بَنِي عبد مَنَافٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ من النَّارِ...) الحديث.
وانظر : سيرة ابن إسحاق ٢ / ١٢٨ ؛ والطبقات الكبرى ١ / ١٥٦ ؛ والكامل في التاريخ ١ / ٦٥٩.
(٢) ٢ ) انظر : جامع البيان ١٩ / ١١٨ ؛ ومعاني القرآن وإعرابه ٤ / ١٠٣ ؛ والوسيط ٣ / ٣٦٤ ؛ ومفردات الراغب ٣٤٧ ؛ والكشاف ٤ / ٤١٩ ؛ وزاد المسير ٦ / ١٤٨ ؛ والجامع لأحكام القرآن ١٣ / ١٣٥ والتسهيل ٢ / ١٠٨ ؛ وعمدة الحفاظ ٣٦٣ ؛ والتحرير والتنوير ١٩ / ٢٠٢.
(٣) ٣ ) انظر : تهذيب اللغة ١ / ٢٦٢ ؛ والصحاح ٢ / ٦٤١ ؛ و مقاييس اللغة ٤ / ٣٢٦.

- - - - - - -
وقول ابن عاشور :( والشَّكل بفتح الشين : المِثْل، أي : المماثل في النوع، أي : وعذاب آخر غير ذلك الذي ذاقوه من الحميم والغسّاق، هو مثل ذلك المشار إليه أو مثل ذلك الذَّوق في التعذيب والألم ) (١).
وقول ابن منظور :( الشَّكْل بالفتح : الشبه والمِثْل، والجمع أشكال ) (٢).
- - - - -
(١) ١ ) انظر : التحرير والتحرير ٢٣ / ٢٨٧.
(٢) ٢ ) انظر : لسان العرب ١١ / ٣٥٦.

o الآخر منهما : أن المراد : محبوسات في الحجال (١) ؛ قاله ابن عباس - رضي الله عنهم - وأبو العالية، والربيع، ومحمد بن كعب، ومجاهد، والضحاك، والحسن (٢). وهذا ما قاله ابن دريد في معنى الحرف.
والذي أراه - والله أعلم - صحة حمل اللفظ على المعنيين.
قال ابن جرير :( والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال : إن الله تبارك وتعالى وصفهن بأنهن مقصورات في الخيام والقصر : هو الحبس.
.....................................................................................
- - - - - - -
ولم يخصص وصفهن بأنهن محبوسات على معنى من المعنيين اللذين ذكرنا دون الآخر، بل عمّ وصفهن بذلك.
والصواب : أن يُعَمَّ الخبر عنهن بأنهن مقصورات في الخيام على أزواجهن فلا يُرِدْن غيرهم كما عَمَّ ذلك ) (٣).
- - - - -
( ٢٤٢ ) [ ٨ ] قول الله - سبحانه وتعالى - :﴿ مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (٧٦) ﴾
قال أبو بكر : ومن شأنهم إذا استحسنوا شيئاً، أو عَجِبوا من شدّته ومضائه نسبوه إلى عبقر (٤) فقالوا : ثياب عبقريّة، وهو الفرش المرقوم لمّا أن أعجبهم حسنُه نسبوه إلى عبقر.. وفي التنزيل :﴿ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ ﴾ خوطبوا بما عرفوا. ومن قرأ عَباقريّ فقد أخطأ ؛ لأن الجمع لا ينُسب إليه إذا كان على هذا الوزن، لا يقولون : مَهالبيّ ولا مَسامعيّ، ولا جَعَافريّ.
( جمهرة اللغة، أبواب الرباعي الصحيح، باب الباء مع سائر الحروف ٣ / ١١٢٢ )
- - - - - - -
(١) ٤ ) بيت يزين بالثياب والأسرة والستور. انظر : لسان العرب ١١ / ١٤٤.
(٢) ٥ ) انظر : جامع البيان ٢٧ / ١٥٩ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ١٠ / ٣٣٢٨ ؛ والجامع لأحكام القرآن ١٧ / ١٨٢ ؛ والدر المنثور ٧ / ٦٣٤.
(٣) ١ ) انظر : جامع البيان ٢٧ / ١٦٠.
(٤) ١ ) أرض يسكنها الجن، فصارت مثلاً لكل منسوب إلى شيء رفيع. انظر : تهذيب اللغه ٣ / ١٨٧.

٥٨٨ (( كنت لا أدري ما فاتحة الكتاب.. )) ( ابن عباس ).............................. ٧١ (( لا تزال تذكر يوسف )) ( مجاهد )........................................... ٣١٠ (( لا تصيبك الشمس )) ( ابن جبير )............................................ ٤٠٢ (( لا تغلوا في دينكم يعني : لا تَكْذبوا في دينكم )) ( الضحاك )................... ١٩٧.............................
الأثر قائله موضع وروده
(( الله أكبر فأنا أول العبادين : الجاحدين )) ( ابن عباس )......................... ٥٢٦ (( المبثوث : المبسوط )) ( الحسن ).............................................. ٧٢٠ (( المكاء : الصفير )) ( ابن عمر )........................................ ٢٥٧ (( لا أوتى برَجُل غير عالم بلُغةِ.. )) ( مالك )...................................... ١٥ (( لا تستدخلوا المنافقين تتولّوهم دون المؤمنين )) ( الربيع بن أنس )................ ١٦٧ (( لا تكرهوا إماءكم على الزنى )) ( ابن عباس ).................................. ٤٣٠ (( لا تَنِيَا : لا تَضْعُفَا )) ( قتادة )................................................ ٣٩٢ (( لا تَنِيَا : لا تُقَصِّرا )) ( محمد بن كعب )....................................... ٣٩٢ (( لا تيأسوا من رحمتي )) ( ابن عباس ).......................................... ٥١٤ (( لا ريب فيه : لا شك فيه )) ( ابن عباس )..................................... ١٠٤ (( لا وَزَر : كلا لا جبل )) ( مطرّف ).......................................... ٦٧٢ (( لا وَزَر : لا حرز )) ( ابن عباس )............................................ ٦٧٢ (( لا وَزَر : ملجأ )) ( ابن عباس ).............................................. ٦٧٢ (( لا يحِلُّ لأحد يؤمِنُ بالله واليوم
٢٦٨ علقمة بن قيس بن عبد الله................................................... ٣٦٢ علي بن إبراهيم بن سعيد بن يوسف الحوفي...................................... ٢٨٧ علي بن أبي طالب............................................................. ١٢١ علي بن أبي طلحة سالم بن المخارق............................................ ٥٢٦............................
اسم العَلَم موضع الترجمة
٩٢- جامع البيان، تأليف : أبي جعفر محمد بن جرير الطبري، ط ٣. مكتب ومطبعة مصطفى البابي الحلبي.
٩٣- الجامع لأحكام القرآن، لأبي عبد الله محمد بن أحمد القرطبي، علق عليه الدكتور محمد الحفناوي، وخرّج أحاديثه الدكتور محمود عثمان، ط ١. دار الحديث، القاهرة مصر سنة ١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م.
٩٤- الجرح والتعديل، تأليف : أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، ت. مصطفى عطا ط ١. دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، سنة ١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م.
٩٥- جزء فيه قراءات النبي - ﷺ -، تأليف : أبي عمر حفص بن عمر الدوري، ت. حكمت بشير ياسين، ط ١. مكتبة الدار، المدينة المنورة، السعودية، سنة ١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م.
٩٦- الجمل في النحو، تأليف : الخليل بن أحمد الفراهيدي، ت. الدكتور فخر الدين قباوة ط ٥. سنة ١٤١٦هـ - ١٩٩٥م.
٩٧- جمهرة أمثال العرب، تأليف : أبي هلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري ت. محمد أبو الفضل إبراهيم و عبد المجيد قطايش، ط ١. المكتبة العصرية، بيروت، لبنان سنة ١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م.
٩٨- الجواهر الحسان في تفسير القرآن، تأليف : عبد الرحمن بن مخلوف الثعالبي، ت. محمد الفاضلي، ط ١. الكتبة العصرية، بيروت، لبنان، سنة ١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م.
٩٩- الجواهر المضية في طبقات الحنفية، تأليف : أبي محمد عبد القادر بن أبي الوفاء القرشي، ن. مير محمد كتب خانه، كراتشي.
١٠٠- حاشية مقدمة التفسير، لعبد الرحمن بن محمد بن قاسم.
١٠١- الحجة في القراءات السبع، تأليف : أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه، ت. أحمد المزيدي، ط ١. دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، سنة ١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م.
١٠٢- حجة القراءات، تأليف : ابن زنجلة.
١٠٣- الحجة للقراء السبعة، لأبي علي الحسن بن أحمد الفارسي، علّق عليه كامل الهنداوي، ط ١. دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، سنة ١٤٢١ هـ - ٢٠٠١ م.
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ.. } ( ٥ )...................... ٣٥١
﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا.. ﴾ ( ١٦ )..................... ٣٥٣
﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ.. ﴾ ( ٢٣ )........................... ٣٥٥
﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ.. ﴾ ( ٣٦ )........................... ٣٥٧
﴿ أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ.. ﴾ ( ٥١ )............. ٣٥٨ - ٣٥٩
﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ.. ﴾ ( ٥٦ )....................... ٦٣١
﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ.. ﴾ ( ٧٦ )................... ٣٦٠
﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ.. ﴾ ( ٧٩ ).................. ٣٦٢ - ٣٦٣
﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ.. ﴾ ( ٨٤ )............................ ٣٦٤
﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي.. ﴾ ( ٨٥ )........... ٣٦٥
﴿ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ.. ﴾ ( ٩٧ )................................. ٣٦٧
الآية ورقمها موضع ورودها
سورة الكهف
﴿ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ.. ﴾ ( ٩ )............................ ٣٦٩
﴿ فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ.. ﴾ ( ٤٠ )...................... ٣٧١
﴿ قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ.. ﴾ ( ٦٤ )...................................... ٣٧٣
﴿.. وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ.. ﴾ ( ٧٩ )...................... ٧٤ - ٣٢٤ - ٦٧٦
﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ.. ﴾ ( ٨٩ ).............................. ٣٧٤
﴿ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ.. ﴾ ( ٩٤ ).................. ٣٧٥


الصفحة التالية
Icon