في أثناء دراسة أقوال ابن دريد برز لي منه تحرّزٌ واضح في التفسير، ولهذا التحرّز ملامح يلحظها المطّلع على ما تناوله بالتفسير، أظهر هذه الملامح (١) :
١. أنه يُكْثِر جداً من التعقيب على التفسير بقول :[ والله أعلم ] و [ والله أعلم بكتابه ] و [ إن شاء الله تعالى ] و [ والله عز وجل أعلم بذلك ] ونحو ذلك.
٢. أنه - كثيراً - ما كان ينسب التفسير إلى غيره ؛ إما بالتصريح، وهذا غالباً ما يكون بالإحالة إلى أبي عبيدة، وأحياناً إلى أبي حاتم، أو ابن الكلبي.
وإما أن يَنسِب، ولكن دون تصريح بصاحب القول، وهذا كثير جداً.
٣. أنه - أحياناً - يتوقّف فلا يُقْدِم على التفسير، لا سيما إذا كان في دلالة اللفظة القرآنية اختلاف بين العلماء، أو كان في أمر من الأمور الغيبية.
ومن الشواهد على تحرزه في التفسير :
" قوله :( والإدّ : الأمر العظيم الفظيع، وفي التنزيل العزيز :﴿ لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ﴾ (٢)، والله أعلم بكتابه ) (٣).
" وقوله :( وقوله جل وعلا :﴿ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ﴾ (٤) أي : على قصدها، والله أعلم ) (٥).
وكتب في الموضوع أيضاً الدكتور : مساعد الطيار، في كتابه : التفسير اللغوي ٤٠٤ - ٤٠٩.
وقد رأيت اتفاقاً بين ما ناقشوه، وبين ما خرجت به أيضاً.
(٢) ٢ ) مريم : ٨٩.
(٣) ٣ ) انظر : جمهرة اللغة ١ / ٥٥.
(٤) ٤ ) النحل : ٦٩.
(٥) ٥ ) انطر : جمهرة اللغة ١ / ١١٨.
وقال ابن عاشور (١) :( الأُمّة : اسم مشترك يطلق على معانٍ كثيرة (٢)، والمراد منها هنا : الجماعة العظيمة التي يجمعها جامع له بال من نسب أو دين أو زمان ) (٣). ولم تكن أقوال المفسرين بخارجة عن التعريف الذي ذكره الراغب وابن عاشور، فكل التفسيرات متقاربة ؛ حيث قيل في معناها : الجماعة، والقرن من الناس، والصنف (٤).
وذلك لأن بعضهم يؤمّ بعضاً ويقصده.
- - - - -
(٢) ٣ ) فتأتي بمعنى : الصَّف المصفوف، وبمعنى : السنين الخالية، وبمعنى : الرجل الجامع للخير، وبمعنى : الدين والمِلّة، وبمعنى : الأمم والقرون الماضية، وبمعنى : القوم بلا عدد، وبمعنى : القوم المعدود، وبمعنى : الزمان الطويل، وبمعنى : الكفار خاصة، وبمعنى : أهل الإسلام. انظر : بصائر ذوي التمييز، للفيروزآبادي ٢ / ٧٩ - ٨٠.
(٣) ٤ ) انظر : التحرير والتنوير ١ / ٧٢١.
(٤) ٥ ) انظر : جامع البيان ١ / ٥٦٣ و ٢ / ٦ ؛ ومعاني القرآن وإعرابه ١ / ٢١٩ ؛ ومعالم التنزيل ١ / ١٧١ والمحرر الوجيز ٢ / ٣ ؛ وزاد المسير ١ / ١٥٤ ؛ والتفسير الكبير ٢ / ٦٨ ؛ وتفسير أبي السعود ١ / ٢٠٣ وروح المعاني ١ / ٣٨٩.
٥٥ ) [ ١٢ ] قول الله - جل جلاله - :﴿ * قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (١٥١) ﴾
قال : والإملاق : الفقر، قال تعالى :﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ ﴾ و ﴿ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ﴾ في الآيتين.
( وصف المطر والسحاب ٣٦ )
- - - - - - -
أوّل ابن دريد ( الإملاق ) في الآية هنا وفي الإسراء : بالفقر، وهذا عين ما ذكر عامة المفسرين، حيث قال بهذا ابن عباس - رضي الله عنهم -، وقتادة، والسدي، وابن جريج، والضحاك (١) في آخرين (٢).
.....................................................................................
- - - - - - -
وما ذكروه في الحرف هو المتواضع عليه في اللسان العربي (٣).
وهنا أذكر شيئاً مما قال المفسرون، وأهل اللغة في معنى الحرف :
(٢) ٢ ) منهم : أبو عبيدة في مجاز القرآن ١ / ٢٠٨ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٢ / ٣٠٤ وابن أبي زمنين ١ / ٢٤٩ ؛ والواحدي في الوسيط ٢ / ٣٣٦ ؛ والزمخشري في الكشاف ٢ / ٤١٢ وابن الجوزي في تذكرة الأريب ١ / ١٧٢ ؛ والخازن في تفسيره ٢ / ٤٦٥ ؛ والسمين في عمدة الحفاظ ٥٤٩ والشنقيطي في أضواء البيان ٢ / ٢٠٩.
(٣) ١ ) انظر : تهذيب اللغة ٩ / ١٤٩ ؛ ومقاييس اللغة ٥ / ٣٥١ ؛ وأساس البلاغة ٢ / ٢٢٧ ؛ ولسان العرب ١٠ / ٣٤٨.
فسّر ابن دريد التثريب باللوم والتوبيخ، وهذا ما فسّر به العلماء سلفاً وخلفاً هذا الحرف على تلوّنٍ في عباراتهم (١) ؛ لكنها لا تجاوز دائرة المعنى المقرر لغة (٢)، المناسب للسياق قال ابن فارس :( الثاء، والراء، والباء كلمتان متباينتا الأصل لا فروع لهما فالتثريب : اللوم والأخذ على الذنب.. ) (٣).
و نُقِل تفسير التثريب بنحو ما ذُكِر عن : مجاهد، وقتادة، والسدي، وسفيان الثوري وابن إسحاق (٤)، في آخرين (٥).
.....................................................................................
- - - - - - -
قال ابن إسحاق :( أي : لا تأنيب عليكم اليوم فيما صنعتم ) (٦).
وقال النحاس :( التثريب : التعيير، واللوم، وإفساد الأمر. ومنه : ثَرَّبت أمره، أي : أفسدته ) (٧).
(٢) ٢ ) انظر : تهذيب اللغة ١٥ / ٥٩ ؛ والصحاح ١ / ٨٠ ؛ و مقاييس اللغة ١ / ٣٧٥ ؛ ولسان العرب ١ / ٢٣٥.
(٣) ٣ ) انظر : مقاييس اللغة ١ / ٣٧٥.
(٤) ٤ ) انظر : جامع البيان ١٣ / ٥٦ ؛ وتفسير ابن أبي حاتم ٧ / ٢١٩٥ ؛ وتفسير ابن كثير ٢ / ٤٧١.
(٥) ٥ ) منهم : أبو عبيدة في مجاز القرآن ١ / ٣١٨ ؛ والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٣ / ١٢٨ ؛ والنحاس في معاني القرآن ٣ / ٤٥٦ ؛ والسمرقندي في تفسيره ٢ / ١٧٥ ؛ والثعلبي في الكشف والبيان ٥ / ٢٥٤ والراغب في المفردات ٧٥ ؛ والبغوي في معالم التنزيل ٢ / ٥١٢ ؛ والخازن في تفسيره ٣ / ٤١٢ ؛ والبيضاوي في تفسيره ٥ / ٧٤ ؛ والسمين في العمدة ٧٩ ؛ والثعالبي في الجواهر ٢ / ٢٣٣.
(٦) ١ ) انظر : تفسير ابن أبي حاتم ٧ / ٢١٩٥.
(٧) ٢ ) انظر : معاني القرآن الكريم ٣ / ٤٥٦.
٢١١- لباب التأويل في معاني التنزيل، للإمام الخازن علاء الدين علي بن محمد البغدادي بعناية عبد السلام شاهين، ط ١. دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، سنة ١٤١٥ هـ ١٩٩٥ م.
٢١٢- لباب النقول في أسباب النزول، تأليف : عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي ط. دار إحياء العلوم، بيروت، لبنان.
٢١٣- اللباب في علل البناء والإعراب، تأليف : أبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري ت. الدكتور عبد الإله النبهان، ط ١. دار الفكر، دمشق، سوريا، سنة ١٤١٦هـ ١٩٩٥م.
٢١٤- لسان العرب، تأليف : محمد بن مكرم بن منظور الإفريقي المصري، ط ١. دار صادر بيروت، لبنان.
٢١٥- لسان الميزان، تأليف : أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي ت. دائرة المعارف النظامية، الهند، ط ٣. مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، سنة ١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م.
٢١٦- المبسوط في القراءات العشر، لأبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران الأصبهاني ت. سبيع حمزة حاكمي، ط. مجمع اللغة العربية، دمشق، سوريا.
٢١٧- مجاز القرآن، صنعة : أبي عبيدة مَعْمَر بن المثنى التيمي، خدمه الدكتور فؤاد سزكين ن. مكتبة الخانجي، القاهرة، مصر.
٢١٨- مجمع الأمثال، لأبي الفضل أحمد بن محمد بن أحمد الميداني، ت. محمد أبو الفضل إبراهيم، ط ٢. دار الجيل، بيروت، لبنان، سنة ١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م.
٢١٩- مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، جمع وترتيب : عبد الرحمن بن محمد ابن قاسم.
٢٢٠- محاسن التأويل، تأليف : محمد جمال الدين القاسمي، اعتنى به محمد باسل عيون السود، ط ١. دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، سنة ١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م.
٢٢١- مرآة الجنان وعبرة اليقظان، تأليف : أبي محمد عبد الله بن أسعد اليافعي، ط. دار الكتاب الإسلامي، القاهرة، سنة ١٤١٣هـ - ١٩٩٣م.
فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ } ( ٣٧ )............... ٥٨٧
﴿ فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ.. ﴾ ( ٥٦)......................... ٥٨٨
﴿ مُدْهَامَّتَانِ ﴾ ( ٦٤ )........................................... ٥٩٠ - ٥٩١
الآية ورقمها موضع ورودها
﴿ حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ﴾ ( ٧٢ )................................... ٥٩٢
﴿ مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ.. ﴾ ( ٧٦ )................. ٧٥ - ٥٩٤
سورة الواقعة
﴿..×b؛t$ّ!حr مُخَلَّدُونَ.. ﴾ ( ١٧ ).............................................. ٦٢
﴿ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ ﴾ ( ١٩ )............................... ٥٩٧
﴿ وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ﴾ ( ٣٤ )............................................... ٥٩٩
﴿ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً. فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ﴾ ( ٣٥ - ٣٦ )................ ٦٠٠
﴿ عُرُبًا أَتْرَابًا ﴾ ( ٣٧ )............................................ ٦٠٠ - ٦٠١
﴿ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴾ ( ٨٢ ).................... ٦٠٣ - ٦٠٤
﴿ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ﴾ ( ٨٩ )................................. ٦٠٥
سورة الحديد
﴿ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ.. ﴾ ( ١٣ )....................... ٦٠٦
﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ.. ﴾ ( ٢٠ )......................... ٦٠٨
﴿.. ِNن٣د؟÷sمƒ كِفْلَيْنِ مِنْ ¾دmدGyJôm
'.. ﴾
( ٢٨ )................................ ٦٢سورة المجادلة
﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ.. ﴾ ( ٢٢ ).............. ٦١٠
الآية ورقمها موضع ورودها
سورة الحشر